هل انت متاكد من حذف المقال؟
تمهيد:
يعد التعليم التكنولوجي وسيلة ناجعة في حالة تطبيقه التقنيات الحديثة والمتطورة من خلال إعداد برامج تكنولوجية تتماشى والنظام التعليمي المقرر خاصة أن التطورات الهامة التي حدثت في مجال تكنولوجيا المعلومات، وفي تقنيات الحاسوب والاتصالات السلكية واللاسلكية من توسع لشبكة الانترنت وانتشارها، وظهور لتطبيقات كثيرة ومتنوعة وسهل في الوسائل التكنولوجية أين حاول المختصون في مجال التعليم استثمرها للوصول إلى نظام تعليمي مرن، ومتفاعل مدعم بالتقنيات والبرمجيات الحاسوبية الحديثة لمواكبة التغيرات السريعة والمتلاحقة في عالم التكنولوجيا، ولسد حاجة المتعلم الذي يطمح إلى التحصيل العلمي بأيسر السبل وفي أقل وقت ممكن، ولرفع مهاراته، وزيادة قابليته في اكتساب المعارف والمعلومات.
التعليم الإيجابي أو تعليمية المواد :
تعد الظاهرة التعليمية من أهم الظواهر التي تحتاج إلى إعادة دراسة وفهم جديدين يقومان على إدراك الواقع، خاصة أن المجتمع الجزائري قد تطور في الزمن الراهن من خلال تفاعل الجيل الجديد مع التطور التكنولوجي الهائل الذي وصلت إليه الوسائل التكنولوجية الحديثة والتي أثرت في عملية التطور المنهجي للوسيلة التعليمية في المراحل التعليمية المختلفة على العموم، وفي المرحلة الجامعية على الخصوص أين صار الطالب محورا أساسا في العملية التعليمية، لذلك كان لا بد من الوصول إلى طرائق تعليمية ناجعة تستخدم وسائط تكنولوجية فعالة لها القدرة على تقديم المعرفة والمعلومة للطالب بطرق سهلة وجذابة.
ويتمظهر مصطلح التعليمية كمفهوم علمي أو كإجراء تعليمي في اللغة العربية في عدة مصطلحات مترجمة في أكثرها عن اللغات الأجنبية ( تعليمية الديداكتيك، تعليميات، علم التدريس، علم التعليم، التدريسية ..) غير أن الصفة التي تشترك فيها هذه المصطلحات هي توكيدها على تشابك العلاقات التعليمية بين أطراف العملية التعليمية؛ لذلك لجأت بعض الدول النامية مثل: المغرب والجزائر إلى عقد شراكة مع دول متطورة مثل الاتحاد الأوروبي لتطوير نظامها التعليمي بمختلف أطواره، فكانت الأهداف الإجرائية لهذا النظام الجديد تنص على (( تعزيز النظرة المتمركزة حول الطالب مع الأخذ بيده من خلال نظام المصاحبة البيداغوجية … والتركيز على التشغيلية … وترقية البعد الاجتماعي للتعليم ))، والاعتماد على التكنولوجيا في العملية التعليمية، لتتحول التعليمية بهذا المعنى إلى (( تقنية شائعة، تعني تحديد طريقة ملائمة أو مناسبة للإقناع أو لإيصال المعرفة ))، بمساعدة التقنية.
ومن ثمَّ ظهر ما يسمى بتعليمية المواد أو التعليم الإيجابي في اللغة العربية والذي يتعلق بالمضامين والمناهج والوسائل التعليمية حتى يتم تجاوز مشكلة التلازم بين الجانب المعرفي والجانب البراغماتي اللذان لا يزالان يؤثران في توجيه العملية التعليمية ذلك أن تعليم اللغة العربية ظل لمدة طويلة من الزمن يخضع لاجتهادات فردية أو تقاليد معيارية توارثها المعلمون دون أساس علمي، ولكن اللجوء إلى التعليم الإيجابي في العملية التعليمية لا يعني أنه يمثل نمطا مستقلا بذاته، وإنما هو نظام يستغل الوسائل التكنولوجية للوصول بالعملية التعليمية إلى علم تطبيقي إنساني يحقق نوعا من التزمن بين الوضع الثقافي القائم وسرعة العالم التكنولوجية؛ ذلك أن (( الثورة المعلوماتية والتطور التكنولوجي ليس له تأثير كبير في اللغة العربية فحسب، إنما في التعليم أيضاً، فالانفجار المعرفي المتمثل في الزيادة الكمية والنوعية في المعرفة وفروعها يحتم على المؤسسات التعليمية أن تعيد النظر في أسس اختيار وتخطيط وبناء المناهج والمحتوى الدراسي، وأساليب التعامل مع المعرفة، عبر الوسائل التكنولوجية المتعددة، والاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة والتقنيات المعاصرة في تطوير مناهج اللغة وتحديث طرائق تدريبها، خاصة أن الاتجاهات الحديثة تتجه نحو الإفادة من معطيات التقنيات المعاصرة في تدريس اللغة وتعليمها. ))
الوسائل التعليمية التكنولوجية وجدواها في العملية التعليمية:
تعمل الوسيلة التعليمية على زيادة الكفاءة التعليمية والوصول إلى ذروة الاتصال التعليمي داخل حجرة الدرس أو خارجها، لذلك كان لابد لتكنولوجيا تعليم اللغة العربية أن توظف ما أمكنها من الوسائل التعليمية التكنولوجية حتى تكون وسيلة ناجعة في حالة تطبيقها تقنيات حديثة ومتطورة ومتماشية مع التطورات العالمية، ومن بينها هذه التطبيقات إدخال برامج تكنولوجية معدة مسبقا إلى النظام التعليمي المقرر أين يقوم أساتذة مختصون في مختلف تخصصات اللغة العربية بتنفيذه وفق خطة مؤسسة بطريقة علمية، وتعد الوحدات التعليمية الرقمية أحد العناصر الجديدة لنوع من التعلم القائم على الكمبيوتر إذ يمكن استخدامها لأكثر من مرة وفي مواقف متعددة بما يضمن التكرار والتجدد في الوقت نفسه.
وقد تدّرج المختصون في تسمية الوسائل التعليمية فكان لها أسماء متعددة منها: وسائل الإيضاح، الوسائل البصرية، الوسائل السمعية .. وأحدث تسمية لها ” تكنولوجيا التعليم ” التي تعني علم تطبيق المعرفة في الأغراض العلمية بطريقة منظمة، وهي بمعناها الشامل تضم جميع الطرق والأدوات، والأجهزة، والتنظيمات المستخدمة في نظام تعليمي بغرض تحقيق أهداف تعليمية محددة؛ لأن (( من أكبر التحولات التي يعرفها العالم المعاصر ـ وخاصة في شروط العولمة والنظام الدولي الجديد ـ ما ينعته ألفين توفلر (Alvin Toffler) بـ”تحول السلطة”،(Power shift) أي تحولها من سلطة للمال والثروة والحكم .. إلى “سلطة للمعرفة” (The power of knowledge) قوامها الأساسي امتلاك الاقتدار المعرفي، والعلمي، والتكنولوجي؛ ولذلك فقد تحولت أساليب وآليات إنتاج وتوزيع واستهلاك، وتوظيف المعرفة إلى “صناعة للمعرفة” (Industry knowledge) مخططة وهادفة، ومؤكد أن حقول التربية والتكوين تعد بامتياز ـ إضافة إلى حقول ومجالات أخرى، كالإعلام والاتصال والمعلومات .. ـ أهم حقول هذه الصناعة المعرفية، وذلك على اعتبار أن مشاريع التعليم والتكوين قد أصبح ينظر إليها على أنها بمثابة “الهندسة الاجتماعية” (Social engineering) التي تتحدد وتتراتب فيها، بشكل عقلاني منظم، أنماط الأهداف والأولويات والرهانات ))، إذ لم يعد متعلم اللغة العربية ذلك المتعلم الموثوق إلى طريقة الأستاذ المعلم، بل صار بإمكان متعلم اللغة العربية أن يجد القواعد جاهزة وفق أنظمة معلوماتية تسهل عملية الفهم وتختصر عمل المعلم في وضعيات إدماجية تتيح للمتعلم توصيل القاعدة بالمثال في النحو أو الصرف أو البلاغة أو العروض.
دمج تقنية المعلومات والاتصالات في تعليم اللغة العربية:
يسعى المشرفون في مجال تعليم اللغة العربية إلى استحداث أفضل الطرق للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة كالحاسوب، والشبكات، والوسائط المتعددة من أجل إيصال المعلومة للمتعلمين بأسرع وقت وبأقل تكلفة، وبصوره تمكن من التحكم في العملية التعليمية، وقياس مردود المتعلمين (( أين تم إدخال مفهوم الوسائط الترابطية كمفهوم جديد على مفاهيم تكنولوجيا التعليم والذي يعمل على دمج عناصر الوسائط المتعددة في برامج تعليمية حاسوبية في نصوص او رسالات تعليمية فعالة، أي من خلالها يمكن تزويد الطالب بمناخ تربوي تعليمي تتوفر فيه مصادر عدة لتكون في نسق نظامي واحد ومرتب ))، لذلك نجد أن كثيرا من الدول العربية كانت قد استخدمت أنواعا من أنظمة التعليم فيما يخص تعليم اللغة العربية لما تتميز به تلك الأنواع من مواصفات تسهل العملية التعليمية وتصل بالمتعلم إلى أفضل درجات الأداء، ومن هذه الأنواع الناجعة نجد:
التعليم الالكتروني: (E-Learning)
يعد التعليم الإلكتروني النظام التعليمي المستقبلي المتكامل الذي سيكون بديلا أساسيا وطبيعيا عن النظام التعليمي التقليدي؛ لأنه عبارة عن منظومة متكاملة من المعطيات، والمفاهيم، والأدوات التفاعلية المتوفرة في بيئة التعليم، ولأهمية هذا النوع من التعليم ظهر في السنوات الأخيرة الكثير من المصطلحات الجديدة في ميدان التعليم، وطرحت حولها مجموعة من المفاهيم، والتحديدات، والتصورات مثل: التعلم الالكتروني (eLearning) والتعلم المتنقل (mLearning) وغيرها، ويمكن تعريف التعليم الإلكتروني بأنه: (( التعليم الذي يُقدم المحتوى التعليمي فيه بوسائط الكترونية وباستخدام آليات الاتصال الحديثة كالحاسوب والشبكات والوسائط المتعددة من أجل إيصال المعلومة للمتعلمين بأسرع وقت، وبأقل كلفة، وبصورة تمكن من إدارة العملية التعليمية وقياس وتقييم أداء المتعلمين )).
وهذا يعني أن التعلم الإلكتروني منظومة تعليمية عامة تقدم البرامج التعليمية في أي وقت وفي أي مكان باستخدام تقنية المعلومات والاتصالات مثل: ( الإنترنت، الإذاعة، القنوات المحلية أو الفضائية للتلفاز، الأقراص الممغنطة، البريد الإلكتروني، أجهزة الحاسوب، المؤتمرات عن بعد…)، وهو أيضا يحقق بيئة تعليمية تفاعلية متعددة مصادر المعرفة والمعلومة بطريقة متزامنة في الفصل الدراسي أو غير متزامنة ( عن بعد ) دون الالتزام بمكان محدد اعتمادا على التعلم الذاتي من جهة، والتفاعل بين المتعلم والمعلم من جهة ثانية حيث يمكن تقديم الحاسب الآلي (computer) كوسيلة مساعدة في العملية التعليمية؛ لأن (( … النظم الآلية تفرض على الموضوع الذي تعالجه … انضباطا واكتمالا يتعذر دونهما إخضاعه لمنطق الآلة وحسمها القاطع ))، وذلك يتطلب معرفة جيدة بطريقة صياغة المناهج التعليمية بشكل دقيق وقابل للقياس، وكذا معرفة مستويات المتعلمين وقدراتها العقلية والحركية والانفعالية…؛ لأن قدرة المستخدم ( المتعلم ) على تحديد هذه حاجياته المعرفية يساعده على الاختيار السليم للوسيلة التي تحقق له التحصيل الصحيح، غير أن ما يشوب هذا النوع من التعليم وجود بعض الحواجز التي قد تحول دون الوصول إلى نجاعة التعليم خاصة فيما يتعلق بالتكلفة الباهظة، ونقص الكفاءة، وينقسم التعليم الالكتروني إلى نوعين:
أولا: التعليم الالكتروني التزامني (Synchronous E-Learning):
وهو التعليم الذي يتزامن فيه وجود المتعلمين والمعلم أمام أجهزة الحاسوب في عبر غرف المحادثة (Chatting)، أو تلقى الدروس من خلال الفصول الافتراضية (Virtual classroom) وهو مناسب جدا في الدروس النحوية، والصرفية، والبلاغية أين تتم عملية تواصلية بين المستخدم (المتعلم/ المعلم).
ثانياً: التعليم غير التزامني: (Asynchronous E-Learning)
وهو التعليم الذي لا يتزامن فيه وجود المتعلم أو المعلم ويتم عن طريق بعض وسائط التواصل الاجتماعي كالبريد الالكتروني أو الفايس بوك … وهذا النوع من التعليم مناسب لطرح انشغالات وأفكار وتحليل قضايا لغوية أو أدبية.
التعليم الإلكتروني التفاعلي الذكي: ( E-learning interactif intelligent)
التعليم الإلكتروني التفاعلي الذكي هو أسلوب جديد متطور، وتطلع مستقبلي يسمح للمعلم والمتعلمين بالتفاعل مع بعضهما البعض بشكل مباشر وآني، ويسعى القائمون على هذا النوع من التعليم في بعض الدول العربية إدماجه في مجال تعليم اللغة العربية من أجل الوصول إلى تعليم متكامل العناصر والفعاليات بدءاً من تصميم المنهاج الدراسي التفاعلي، ومرورا بتحفيز المتعلم وترغيبه في العملية التعليمية، وانتهاء باستحداث نظام امتحانات يمكن من تقييم المتعلم، حيث يركز التعليم المستقبلي على مهارات المعرفة الشاملة، والمعرفة المتخصصة في آن واحد، وذلك من خلال الاستفادة من نظم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطويعها لإثراء كافة مراحل التعليم بالمصادر والحلول التقنية والتعليمية اللازمة إضافة إلى استخدامه للمعايير والمواصفات التعليمية العالمية وتأكيده على تقييم مخرجات وجودة التعليم بشكل دائمي ومستمر من خلال استخدام إدارة المعرفة (Management Knowledge ) والمشاركة الفعالة، والواسعة للمتعلمين كجزء أساسي لبناء المهارات التخصصية والمعرفية اللازمة لهم.
وفي هذا الإطار طورت بعض الجامعات في كندا وفي بعض المؤسسات التعليمة الأوروبية طرائق تعليمها وصممت بوابات متخصصة في تقنيات التعليم الإلكتروني التفاعلي الذكي، ومثال ذلك بوابة التعليم ( Clever© ) التي تعتمد على منظومات الكترونية تفاعلية، وأدوات تعليمية حديثة، وبرمجيات متخصصة من الجيل الثاني مرتبطة بمحافظ تعليمية مرنة مزودة بخصائص التطور التكنولوجي، أضف إلى ذلك فإن بوابة التعليم الإلكتروني الذكي توفر ما تحتاج إليه المؤسسات التعليمية من برمجيات، وأجهزة تدريسية، وسبورات الكترونية تفاعلية ذكية من الجيل الثاني (e-Learning2.0) وهي تتميز بسهولة الاستخدام والانسيابية في التعامل معها كالسبورة المدرسية الاعتيادية، ولكنها ومزودة بإمكانات وتقنيات تعليمية متطورة، وسيرفرات، ووسائل ومصادر التعلم اللازمة وهي جميعا مرتبطة بحزمة الكترونية متكاملة واحدة تعمل من خلال شبكة الانترنت أو من خلال الشبكة الداخلية للمؤسسة التعليمية LAN.
ويمكن أيضا الاستفادة من تكنولوجيا التعليم الالكتروني التفاعلي الذكي باستخدام نظام بلازا للفصول التدريسية الإلكترونية التفاعلية (Plaza system of electronic interactive teaching classes) وهو نظام من أفضل نظم اللقاءات المرئية (video conferencing) حيث يعمل النظام مع انترنيت بسرعة 28.8ك، ويستوعب عدد 32 مشارك في الوقت نفسه، فيتمكن جميع المشاركين من استخدام كافة الإمكانات المتوفرة من صورة، وفيديو، ومحادثة مكتوبة .. ويمكنهم جميعا من المشاركة في التطبيقات من خلال التصفح الاعتيادي الذي يعمل بشكل تلقائي في تنزيل البرنامج المطلوب عند المشاركة لأول مرة.
ج- التعليم الجوال أو المتنقل ( Mobile Learning ):
يعرف كوين (Quinn) التعليم الجوال أو المتنقل المتنقل بأنه: التعلم الإلكتروني باستخدام الأجهزة المتنقلة: البالم، وآلات الويندوز سي أي، وأي جهاز تليفون رقمي والتي يمكن تسميتها أدوات المعلومات”؛ إنه استخدام الأجهزة المتحركة (Mobile Devices) والأجهزة المحمولة باليد(Handheld IT Devices) مثل الأجهزة الرقمية الشخصية ( Personal Digital Assistants)، والهواتف النقالة (Mobile Phones)، والحاسبات المحمولة (Laptops)، والحاسبات الشخصية الصغيرة.
وهذا النوع من التعليم يدخل ضمن فكرة ما يسمى بدمقرطة التعليم وهو يتطلب تأسيس شبكة وأجهزة لاسلكية متنقلة تساعد في عملية الاتصال والتواصل؛ وفي هذا النوع من التعليم يحرر المتعلم من حجرة الدرس ويعطيه هامشا من حرية أداء وظائف متنوعة ومختلفة في وقت واحد: كأن يتعلم المتعلم وهو يؤدي وظائف مختلفة في الوقت نفسه، وفق مبدأ مرونة التعليم عن بعد؛ أي إن هذا التعليم هو (( النقطة التي تتفاعل فيها الأجهزة المتنقلة مع التعلم الإلكتروني ليثمر ذلك خبرة تعلمية (Learning Experience) تحدث في أي وقت وفى أي مكان ))، وهذا يعني أن انتشار استخدام الأجهزة الذكية بين من فئات كثيرة من أفراد المجتمع إلى درجة المبالغة والإدمان أحيانا يجعل من الضروري استثمار هذه التوجه الاجتماعي الجديد إيجابيا وتحويل الإقبال على التكنولوجيا إلى فتح جديد في مجال الثورة المعرفية والمعلوماتية، وتوظيف التطبيقات التكنولوجية الجديدة إلى مهارات تسهم في إثراء الجانب المعرفي والعلمي للمستخدم ( المتعلم ) وتزيد في تعلقه وإقباله على العملية التعليمية.
ويذكر ديسموند كيجان (Desmond Keegan) أن: (( الهدف من خلق بيئة تعتمد على المتعلم المتنقل هو زيادة مرونة التعليم عن بعد والتي تراجعت خطوات للوراء ـ إلى حد ما ـ حينما تحولت من التعليم المعتمد على الكتب والأوراق إلى التعلم الذي يعتمد على الإنترنت، وهو ما يتطلب أن يجد الطلاب المكان والوقت وجهاز الحاسب الموصل مع الانترنت )) حيث تعزز هذه الوسيلة الدافع والالتزام الشخصي للتعلم، فإذا كان الطالب سيأخذ الجهاز معه إلى البيت في أي وقت يشاء، فإن ذلك سيساعده على الالتزام وتحمل المسئولية، زد على ذلك أن هذه الأجهزة الرقمية الشخصية، والهواتف النقالة قد تؤدي إلى سد الفجوة الرقمية لما توفره تلك الأجهزة من تكلفة أقل مقارنة بتكلفة الحاسبات المكتبية.
وهذا لا يعني أن التعليم التكنولوجي بما يوفره من مرونة التعليم وسهولة في الاستخدام هو تعليم مجاني دون كلفة، بل إننا نجد أن بداية التأسيس للبنية التحتية في التعلم الإلكتروني والتعلم المتنقل قد يحتاج إلى تكلفة عالية حيث يتطلب أنموذج التعلم الإلكتروني حاسبات مكتبية، وإنتاج برمجيات تعليمية، وتصميم مناهج إلكترونية تنشر عبر الإنترنت، ومناهج إلكترونية غير معتمدة على الإنترنت، وتدريب المعلمين والطلاب على كيفية التعامل مع التقنيات الحديثة المستخدمة، كما قد يكون التعليم المتنقل بحاجة إلى توفير بيئة تفاعلية بين الأساتذة المختصين في المواد التعليمية والمساعدين على استخدام الأجهزة من جهة، وبين الطلبة من جهة أخرى، وكذلك بين الطلبة أنفسهم.
الكتاب الإلكتروني: (E-book)
لا يخفى على أحد وجود تلك الصفحات المتسعة على شبكة الإنترنت الدولية التقنية المسماة بالكتاب الإلكتروني، وفيه يتم تخزين محتوى الموضوعات التي يراد تقديمها للطالب على قرص مدمج، يتم مشاهدته على شاشة الكمبيوتر العادية داخل حجرة الدرس ويتم التحكم من ناحية الطالب باستخدام مؤشر الفارة للانتقال من فصل لآخر ومن صفحة لآخر ومن سطر لآخر، وهذا البرنامج عادة ما يجمع بين المعلومات أو البيانات المقروءة أو المكتوبة والرسوم والصور الثابتة والمتحركة والمؤثرات الصوتية والصورية، ولو تم تأليف (إنتاج) كتب إلكترونية في مجال تعليم اللغة العربية فإن ذلك سوف يقدم خدمة جليلة لمتعلم اللغة العربية لما سيوفره من مستلزمات فهم الدرس وتخزينه، وهذا ما يجعل عملية الاسترجاع فيما بعد أسهل نظرا للممارسة الفعلية للمعلومات المقدمة لا استقبالها فقط.
الوسائط المتعددة: (Multimedia)
الوسائط المتعددة أو ما تعرف بالملتيميديا؛ وهي عبارة عن مصطلح لوصف اتحاد البرامج والأجهزة التي تمكن المستخدم من الاستفادة من :النص، والصور، والصوت، والعروض، والصور المتحركة، ومقاطع الفيديو، وتعنى الوسائط المتعددة بعرض المعلومات في شكل نصوص مع إدخال كل أو بعض من العناصر التالية :الصوت والصور الرقمية، والرسوم المتحركة، ولقطات الفيديو الحية خاصة في تدريس بعض المقاييس التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالتجربة أكثر من ارتباطها بالتراكم المعلوماتي أو المعرفي.
ومن الخدمات التي تقدمها الوسائط المتعددة في تعليم اللغة العربية أنها تصل بالعملية التعليمية إلى مبتغاها وتجعل العملية التعليمية ممتعة وشيقة، فتهيئ فرصا جديدة لتيسير الحصول على المعلومات عن طريق استثارة أكبر قدر من الحواس البشرية، وقد (( أثبتت المنجزات التي تمت على صعيد اللغات الأخرى ما لتزاوجها مع الحاسوب من قدرة فريدة على إكساب هذه اللغة مزيد ارتقاء وكفاءة وحيوية ومرونة وخصوبة ومنطقية وصمودا للزمن، قياسا على ذلك لنا أن نتصور ما يمكن أن يؤديه الحاسوب في تعويض تخلفنا اللغوي؛ تقعيدا، وتنظيرا، واستخداما ))، ثم إن هذه الوسائط المتعددة توفير الوقت الكافي للمتعلم ليعمل حسب سرعته الخاصة، ويتزود بالتغذية والقدرة الفورية على الاسترجاع، مما يساعده على مساعدة على معرفة مستواه الحقيقي من خلال عملية التقويم الذاتي، بل إن المتعلم نفسه يمكن أن يتوصل إلى تأليف برنامجه الخاص باستخدام خصائص الوسائط المتعددة لعرض أعماله ومشاريعه، ثم إن هذه الوسائط المتعدد قد تستخدم من أجل تحقيق تفاعل المتعلمين مع بعضهم البعض، وهو ما يكسبهم القدرة على التحكم مع بيئة التعلم “.
------------------
مصدر المقال: موقع المجلس الدوليّ للغة العربيّة:
http://www.arabiclanguageic.org/view_page.php?id=10467
يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء حساب جديد لإضافة تعليقات