هل انت متاكد من حذف المقال؟
بالأمس الجميل توجت جائزة الملك فيصل العالمية جهودها خلال 39 عاماً بمنح الجائزة في فرع خدمة الإسلام لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، كما رسخت منهجاً فريداً في تجسيد مقولة الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود -غفر الله له ورحمه- عندما قال: "أرى المملكة العربية السعودية، بعد 50 سنة من الآن، مصدر إشعاع للبشرية".
خادم الحرمين الشريفين الذي منحت له الجائزة على خلفية جهوده وعنايته بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، واهتمامه بالسيرة النبوية، ودعمه مشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية، وإنشائه مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة لحفظ التراث العربي والإسلامي، وإنشائه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وسعيه الدائم لجمع كلمة العرب والمسلمين لمواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها الأمتان الإسلامية والعربية.
رصانة عالمية:
الجائزة التي حافظت على مكانتها كواحدة من أفضل وأقوى وأرصن الجوائز العالمية ومنذ انطلاقتها عام 1399هـ حرصت إلى جانب خدمة الإسلام لتكون أنموذجاً في احترام منجز الإنسان بغض النظر الديانة من خلال بقية فروعها، كما ساهمت في تعزيز خدمة الإسلام والاحتفاء بكل ما يسهم في تقدم البشرية ويخدم الإنسانية.
إن نظرة واحدة على 253 فائزاً للأسماء التي فازت بالجائزة في تاريخها لتؤكد على وجود أكثر من 44 جنسية تتمدد على معظم قارات العالم، وتنثر أسماء فازت سواء أو قبل على جوائز عالمية مثل جائزة نوبل العالمية، وجوائز مؤسسة غوردنر وفيلدرز وغيرها.
دعوة صداقة للعالم:
يقول صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية: "إن عظمة الأمم لا تقاس بما تملكه من وسائل الحضارة المادية، وإنما تقاس بمواقفها الإنسانية من أعمال الخير والبر. قال تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}.
مضيفاً: "جائزة الملك فيصل العالمية تأتي عملاً بالمبادئ الإنسانية، التي دعا إليها الدين الإسلامي، وعاش فيصل حياته العظيمة من أجلها، كما تأتي تجسيداً لآماله الكبيرة لرفع شأن العرب والمسلمين".
ومؤكداً: "لعلّنا نُقدِّمُ بهذه الجائزة دعوةَ صداقةٍ ومودّة للعالم أجمعْ، ليقفَ معنا على قيم حضارتِنا، وأُسس ثقافتِنا التي تحتفي بالعلم، وتكرِّمُ العلماء، بدون عنصرية لجنسٍ أو لونٍ أو عِرقْ".
الدورة الـ39 (2017م):
في دورة هذا العام والتي تشكل الـ (39) تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتسليم الفائزين جوائزهم، وهم:
- فرع الدارسات الإسلامية: د. رضوان السيد من لبنان نظير جمعه في أعماله ودراساته بين الاطلاع المدقق الواسع على التراث العربي الإسلامي الفقهي والسياسي والإحاطة بمنهجيات البحث الحديثة.
- فرع اللغة العربية والأدب: د. خالد الكركي رئيس مجمع اللغة العربية الأردني؛ تقديراً لجهود المتميزة في إدخال التعريب في التعليم الجامعي في الوطن العربي سعياً إلى توطين العلم والتقنية.
- فرع الطب: البروفيسور تادامتسو كيشيموتو من اليابان، الذي يشغل حالياً منصب أستاذ المناعة في مركز فرونتير لأبحاث المناعة بجامعة أوساكا باليابان؛ نظير دوره الرائد في اكتشاف وتطوير علاج بيولوجي جديد وناجع لأمراض المناعة الذاتية خلال 30 عاماً.
- وسلم الملك المفدى جائزة الملك فيصل العالمية فرع العلوم (فيزياء بالمشاركة) كلاً من: الأستاذ الدكتور دانيال لوس من سويسرا، والأستاذ الدكتور لورينس مولينكامب من هولندا؛ لكونهما من رواد النظرية الخاصة بديناميكية دوران الإلكترونات.
- تاريخ الجائزة وآلياتها:
يُعدُّ الاحتفال السنوي بتسليم جائزة الملك فيصل العالمية للفائزين بها من أبرز جوانب نشاط مؤسسة الملك فيصل الخيرية التي أقامها، عام ١٣٩٦هـ/ ١٩٧٦م، أولاد الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله.
وبعد عام من ذلك التاريخ قرَّر مجلس أمناء هذه المؤسسة إنشاء جائزة عالمية باسم الملك فيصل. وقد بدأت بثلاثة فروع هي: خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب. ومُنِحت أَوَّل مَرَّة عام ١٣٩٩هـ/ ١٩٧٩م. وفي عام ١٤٠١هـ/ ١٩٨١م أَضُيِفت إليها جائزة في الطب ومُنِحت في العام التالي. وفي عام ١٤٠١هـ/ ١٩٨١م أُضيفت إليها جائزة في الطب، ومُنحت في العام التالي ١٤٠٢هـ/ ١٩٨٢م، وجائزة في العلوم، ومُنحت في عام ١٤٠٤هـ/ ١٩٨٤م. وكانت هاتان الإضافتان مما عَمَّق الصفة العالمية للجائزة، وأكسبها مزيداً من الشهرة والنجاح.
ويُراعى في منح جائزة خدمة الإسلام ما للمرشح من جهود فكرية أو عملية تخدم الإسلام والمسلمين. وفي اللغة العربية والأدب ما له ريادة وإثراء لهذا الأدب، وفي الطب ما يصوّر الجوانب ذات الاهتمام العالمي. أما العـلوم فتأتي موضوعاتها دورية بين الفيزياء، والرياضيات، والكيمياء، وعلم الحياة.
أُطر الترشيح:
وتقوم الأمانة العامة للجائزة بدعوة المنظمات الإسلامية والجامعات والمؤسسات العلمية في مختلف أرجاء العالم لترشيح من تراه مُؤهَّلاً في كل فرع من فروع الجائزة الخمسة، كما تقبل الترشيحات من الفائزين السابقين بالجائزة. ولا تقبل الترشيحات الفردية ولا ترشيحات الأحزاب السياسية.
وبعد أن ترد الترشيحات إلى الأمانة العامة للجائزة تمر بدورة متفحصة تبدأ من التأكد من انطباق الشروط مروراً بدراسة تقارير الخبراء عنها، وصولاً لاختيار حكام عالميين ترسل إليهم الأعمال المقبولة للترشيح لفحص الإنتاج العلمي وتقويمه وكتابة تقارير عنه في غضون ثلاثة شهور. وصولاً لمنح الجائزة أو حجبها.
عن الجائرة:
حتى الدورة الأخيرة نال الجائزة بمختلف فروعها -منذ إنشائها- ٢٥٣ فائزاً ينتمون إلى ٤٣ دولة. وتُعلَن أسماء الفائزين بالجائزة، عادة، في شهر يناير من كل عام، كما يُحتَفل بتسليمها للفائزين خلال شهرين من ذلك الإعلان. ويرعى تلك المناسبة خادم الحرمين الشريفين أو من ينيبه، ويحضرها أبرز المهتمين والمتخصصين على مستوى العالم.
وتعتبر الأمانة العامة لجائزة الملك فيصل العالمية هي الجهاز التنفيذي الذي يقوم بأعمال الجائزة الإدارية؛ ويتم توجيه دعوات الترشيح إلى الجامعات والمنظمات والهيئات الإسلامية ومراكز البحوث والمؤسسات العلمية في مختلف أنحاء العالم.
مكونات الجائزة:
تتكون الجائزة في كل فرع من فروعها الخمسة من: براءة من الورق الفاخر مكتوبة بالخط العربي بتوقيع رئيس هيئة الجائزة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، داخل ملف من الجلد الفاخر، تحمل اسم الفائز وملخصاَ للأعمال التي أهّلته لنيل الجائزة. وهي عبارة عن ميدالية ذهبية عيار ٢٤ قيراطا، وزن ٢٠٠ غرام. يحمل وجهها الأول صورة الملك فيصل وفرع الجائزة باللغة العربية، ويحمل الوجه الثاني شعار الجائزة وفرعها باللغة الإنجليزية.
شيك بمبلغ ٧٥٠.٠٠٠ ريال سعودي (ما يعادل ٢٠٠.٠٠٠ دولار أمريكي) ويوزّع هذا المبلغ بالتساوي بين الفائزين إذا كانوا أكثر من واحد.
رصانة وقوة الجائزة:
حصد الفائزون بجائزة الملك فيصل، عقب نيلهم الجائزة، أهم الجوائز العالمية، منها 18 جائزة نوبل، و8 من جائزة ألبرت لاسكر للأبحاث الطبية الأساسية، وجائزتا كيوتو، و5 ميداليات ملكية بريطانية، و8 من الميداليات الوطنية الأمريكية للعلوم، وميداليتا فيلدز في الرياضيات.
كما حصدوا أيضاً "3 جائزة أمير أستوريا، و3 جائزة وميدالية شاو، و1 جائزة أبيل في الرياضيات، و1 جائزة جوتفريد ولهلم ليبنتز، و1 جائزة وميدالية ديراك في الفيزياء، و1 ميدالية أديسون، و1 جائزة باور، و2 جائزة وميدالية كرافورد، و2 ميدالية كوبلي من الجمعية الملكية، و2 ميدالية بنجامين فرانكلين، و3 ميدالية لورنتز الذهبية، و2 جائزة مارسيل بينويست، و12 جائزة مؤسسة غيردنر، و4 جائزة مؤسسة ويلش في الكيمياء، و1 جائزة بوليتزر، و2 جائزة ألبرت أينشتاين العالمية في العلوم، و6 جائزة لويس جينتيت للطب، و1 جائزة نيفانلينا في الرياضيات، و1 جائزة فرونتيرز أوف نوليدج (حدود المعرفة) في الطب الحيوي".
تاريخ مشرف:
الجائزة في سجلها الكبير أسماء لها دور متميز في تاريخ بلدها والعالم أيضاً وأيضاً في تاريخ العلم والاختراعات وتاريخ البشرية، ومن ذلك عدد من ملوك المملكة العربية السعودية في فرع جائزة «خدمة الإسلام» وهم الملك خالد بن عبدالعزيز، رحمه الله، هو أول من حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام في عام 1401، في حين نال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، الجائزة لفرع خدمة الإسلام للعام 1428. كما منحت أمانة الجائزة في دورتها الأخيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الجائزة في آخر دورة لها للعام الحالي 2017؛ لتفانيه في خدمة الإسلام والمسلمين.
كما تضم القائمة رئيس دولة السنغال عبدو ضيوف للعام 1418، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان للعام 1431، ورئيس دولة البوسنة والهرسك علي عزت بيغوفيتش للعام 1413.
وفي قائمة العلماء البروفيسور ديفيد مورلي على أول جائزة في فرع الطب عام 1402، في حين كانت البروفيسورة جانيت أول امرأة تفوز بالجائزة في فرع الطب. وفي فرع العلوم، حقق البروفيسور والعالم المصري أحمد زويل الجائزة للعام 1409، في حين كان السير مايكل جون أول الفائزين بالجائزة فرع العلوم للعام 1406.
جائزة الملك فيصل العالمية هي من أبرز النماذج في مجالها والتي تحمل في جوهرها حقيقة المملكة كبلد السلام الأول، ونصاعة الرسالة الإنسانية، من خلال دعمها لكل المساهمين في تطور البشرية ودعم خدمة الدين الإسلامي.
-------------------------
صحيفة سبق الإلكترونية: https://sabq.org/3RFb6g
يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء حساب جديد لإضافة تعليقات