تمثل شخصية الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور ( 1909-1970) أنموذجا للمفكر المصلح الذي عُرف بخدمة قضايا وطنه وأمّته بآلة القلم واللسان وبعمق الفكر وفصاحة البيان كاشفا بذلك ما بلغه رموز الإصلاح و الثقافة بالبلاد التونسية من إشعاع وقدرة على الانفتاح على الآخر والتفتّح على مختلف العلوم والإسهام في شتى ميادين الفعل الحضاري بروح البذل والتضحية والعطاء.
ولمّا كانت هذه الشخصية الفذة راسخة الصورة في عمق الوجدان التونسي  والعربي والإسلامي في بعديه الشعبي والرسمي وحاضرة على الدوام في المستويين الأكاديمي والمجتمعي فقد أقيمت لها الندوات بمناسبة  الثلاثينية (1970-2000) وفي ذكرى المائوية ( 1909-2009) وأنجزت في فكرها ومسيرتها البحوث والرسائل الجامعية، ونحتفي بها اليوم بعد مضي عقود خمسة من رحيل هذا الشيخ الفاضل (1970-2020) عسى أن نستخلص ملامح سيرته الفكرية ومسيرته العلمية خلال 63 سنة من حياته كانت حافلة بالبذل والتضحية والعطاء في سبيل تحرير تونس من الاستعمار و من أجل نهضتها الأدبية والفكرية والحضارية.
إنّ الاحتفاء بخمسينية  الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور ليست مناسبة للوقوف  عند مكانة الرجل العلمية والاجتماعية فحسب، بل هي فرصة ترتقي إلى استخلاص أقوم المسالك التي اهتدى إليها في تجديد الفكر الديني وتبيّن منهج الخطاب الإصلاحي في تشكيل ملامح الثقافة التونسية ونحت صورة متميزة لنضالات رجال الزيتونة في سبيل رؤية تجديدية في مناهج التعليم وخوض تجربة مقاصدية في فهم النص الديني وتأويله.
فقد كان الشيخ محمد الفاضل بن عاشور أول عميد لكلية الشريعة وأصول الدين ( 1381هـ/ 1961م) وأول رئيس مؤسس للاتحاد العام التونسي للشغل ( 1946م)  وقائدا كشفيا ورئيسا للنادي الإفريقي إلى جانب نشاطه الفكري في التأليف ونشاطه العلمي في عقد المحاضرات والخطب الفصيحة والبليغة بما لفت إليه الأنظار وبوّأه المنزلة التي تليق بعالم من أعلام القرن العشرين، فقد تجاوز اهتمام الشيخ بواقع البلاد التونسية إلى مناصرة القضية الفلسطينية والعمل على بناء وعي حضاري فاعل.
إنّ الشيخ الفاضل بن عاشور بقدر ما هو مفكر إصلاحي منشغل بقضايا أمته المصيرية وهواجس النهضة الأدبية والفكرية بتونس فقد حرص على ترسيخ رؤية تجديدية تنويرية تترجم المساهمة الزيتونية المباشرة في  نحت  ملامح الشخصية التونسية بروحها العربية والإسلامية والمتوسطية والإفريقية والمغاربية لذا طفق الشيخ  يعقد الندوات ويقدم المحاضرات التي تصل النقل بالعقل وتجمع بين أحكام الفقه ومقاصد الشريعة وتزاوج بين تفسير آيات القرآن  الكريم وتأويلها على نحو يتجاوز ما استقر عنده أساطين المفسرين أحيانا.

الأهداف:
تهدف هذه الندوة الاحتفالية إلى تحقيق المقاصد التالية:
- مزيد التعريف بسيرة الشيخ  محمد الفاضل ابن عاشور ومسيرته الفكرية والعلمية وتقدير جهوده الإصلاحية في المجالين الاجتماعي والسياسي سواء كان ذلك على المستوى المحلي التونسي أو العربي والإسلامي.
- إبراز دور أعلام الزيتونة في الحركة الوطنية والإصلاح السياسي والاجتماعي.
- الكشف عن جهود الشيخ الفاضل ابن عاشور في مجال التجديد الديني والبناء الحضاري.
- تبيّن  ملامح شخصية الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور الثقافية ورؤيته العقلانية ونزعته الاجتهادية في تفسير القرآن الكريم وتأويله.
 
محاور الندوة:
المحور الأوّل: شخصية الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور ومسيرته الفكرية والعلمية والثقافية.
- شخصيته العلمية والفكرية والدينية والثقافية.
- السياقات الثقافية والدّينية والحضارية وروافد تكوينه.

المحور الثاني: الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور جهوده الإصلاحية وإسهاماته في الحركة الوطنية.
- الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور ورموز الإصلاح مغربا ومشرقا.
- أنشطة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور الميدانية في الجمعيات والمنظمات.
- الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور وبناء دولة الاستقلال.

المحور الثالث: الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور و تجديد الفكر الديني والبناء الحضاري.
- ملامح رؤية الشيخ  محمد الفاضل ابن عاشور التجديدية.
- توثيق الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور للحياة الدينية والفكرية في الغرب الإسلامي.
- جهود الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور في التفسير والتأويل.

المحور الرابع: شهادات من أفراد عائلته وطلبته ومعاصريه.

اللجنة العلمية:
د.عبد المجيد النجار
د.حسن المناعي
د.سليمان الشواشي
د.محمد الشتيوي
د.فتحي القاسمي
د.رفيعة عطية
د.جمال بوعجاجة
 
آخر أجل لقبول المداخلات 19 مارس 2020
توجه المراسلات باسم  رئيس وحدة البحث في تاريخ الزيتونة zeitounaunite@gmail.com
-------------------
شبكة ضياء: https://diae.net/63328