إحياء لشهر اللغة العربية المصادف لليوم العالمي للغة العربية 18 ديسمبر.
تشرف وحدة البحث حول الثقافة والاتصال واللغات والآداب والفنون لاقامة ندوة وطنية حول:"أَنْثُرُوبُولُوجْيَا اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ فِي ضَوْءِ المَنَاهِجِ اللِّسَانِيَّةِ الْمُعَاصِرَةِ" وذلك يوم: الخميس 16 ديسمبر 2021 بمقر الوحدة- السانيا، مع ثلة من المتخصصين في الدرس اللساني واللهجاتي من مختلف الجامعات الجزائرية.

ديباجة الندوة:
إِنَّ التَّحَوُّلَ الذِي عَرَفَتْهُ مَجَالَاتُ البَحْثِ الأَنْثُرُوبُولُوجِيِّ فِي مَا خَصَّ مَوْضُوعُ اللُّغَةِ، جَاءَ تَسَاوُقًا مَعَ التَّطَوُّرِ الذِي لَازَمَ مَسَالِكَ ِيلُ البَنْيَوِيُّ المحَايثْ فِي مُنْعَطَفِهِ الأَخِيرِ الذِي يَنْهَضُ عَلَى إِجْرَائِيَّة التَّحْلِيلِ الْآنِيِّ وفْق خَطِّيَّةٍ التَّعَاقُبِ وَالتَّزَامُنِ، وَعَلَى فَرْدَانِيَّةِ الفِعْلِ الكَلَامِيِّ عَبْرَ مِحْوَرِ الِاخْتِيَارِ التَّلفظِي. وَمِنْ هُنَا، فَإِنَّ المبْحَثَ المُسْتَحْدَثَ مِنْ حَقْلِ الأَنْثُرُوبُولُوجْيَا وَعُلُوم اللُّغَةِ فِي نِهَايَةِ الثَّمَانِينِيَّاتِ جَاءَ بِوَصْفِهِ أُنْمُوذَجًا فِكْرِيًّا مُتَجَدِّدًا يُطَاوِلُ تَكَشُّفَ حَقِيقَة الْمَاهِيَّاتِ الثَّقَافِيَّةِ والِاجْتِمَاعِيَّةِ بِالِارْتِهَانِ إِلَى الوَسِيلَةِ اللُّغَوِيَّةِ . بِاعْتِبَارِهَا وَسِيطًا تَدْلِيلِيًا يَرْسُمُ لِوُثُوقِيَّةِ الْمَلْمَح الأَنْثُرُوبُولُوجِيَّ فِي بُعْدِهِ الجَمْعِيِّ عَلَى غِرَارِ الهُوِيَّةِ ، وَالإِدِيولْوجِيَّة الفِكْرِيَّةَ. كَمَا يُسْهِمُ فِي الكَشْفِ عَنْ جُمْلَةِ الخَصَائِصِ الفَرْدَانِيَّةِ وَالشَّخْصِيَّةِ .
وِفْقُ هَذَا المُقْتَرِبِ مِن التَّصَوُّرِ، فَإِنَّ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ، التِي نَضدَتْ لِكَيْنُونَتِهَا الِاجْتِمَاعِيَّة وَالثَّقَافِيَّةِ ، عَبْرَ الأَعْصَرْ الْمُتَعَاقِبَةَ مِن الزَّمَنِ ، نلفِّيْهَا قَدْ أَرْسَتْ دَعَائِمَ الثُّبُوتِيَّة الاَثِنُوغَرَافِيَّة لِلْوُجُودِ العَرَبِيِّ ، وَمَا اِخْتِلَافُ القَوَالِبِ التِي اِنْتَظَمَتْ ضِمْنِهَا، إِلَّا أَجْهِزَةً خَطَابِيَّةً اِتَّسَقَتْ مَعَ التَّحَوُّلَاتِ الثَّقَافِيَّةِ وَالحَضَارِيَّةِ التِي سَبَكَتْ فِيهَا. يَقُولَ البَشِيرْ الإِبْرَاهِيمِي "إِنَّ لُغَةَ العَرَبِ قِطْعَةٌ مِنْ العَرَبِ وَمِيزَةٌ مِنْ مِيزَاتِهِمْ وَمِرْآةٌ لِعُصُورِهِمْ الطَّافِحَةِ بِالمجدِ وَالعِلْمِ وَالبُطُولَةِ وَالسِّيَادَةِ ".
وَمِنْ هُنَا، فَإِنَّ البَحْثَ اللِّسَانِيَّ الْمَحَايثْ الذِي يَرْتَهِنُ إِلَى آلِيَّةِ المخَالَفَةِ وَالكَشْفِ عَن عَلَائِقِ الصِّيَغِ اللُّغَوِيَّةِ ضِمْنَ المسْلَكِيَّةَ الدَّلَالِيَّةِ عَبْرَ التَّمَثُّلِ العَلَامَاتِي الجمْعِيَّ لَهَا ، قَدْ يُحِيلُ البَاحِثُ الأَنْثُرُوبُولُوجِيُّ عَلَى مَجْمُوعِ التَّمُفْصَلَات التِي تُؤَدِّي إِلَى الكَشْفِ عَنْ حَقَائِقَ ثَقَافِيَّةٍ وَاجْتِمَاعِيَّةٍ أَيًّا كَانَ مَوْضُوعُهَا ( اِثْنِيَّةٌ، عُرْفِيَّةً، هُويَاتِيَّة، تَأثِّيلِيَّة) ذَلِكَ أَنَّ دِرَاسَةَ صِيَغِ لُغَةٍ مِنْ اَللُّغَاتِ، إِنَّمَا هِيَ فِي اَلْحَقِيقَةِ دِرَاسَة صِيَغِ اَلتَّفْكِيرِ وَطَرُقِهِ عِنْدَ القَوْمِ النَّاطِقِينَ بِهَا .

مَحَاوِرُ النَّدْوَةِ :
1 - اللِّسَانِيَّاتُ الأَنْثُرُوبُولُوجْيَا : قَضَايَا وَتَسَاؤُلَاتِ
2 - التَّرْجَمَةُ وَعِلْمُ اللُّغَةِ الحَدِيث
3 - دَوْرُ الاثنُوغَرَافِيا اللُّغَوِيَّةَ فِي مُعَالَجَةِ بُحُوثِ اللَّهَجَاتِ العَرَبِيَّةِ
4- النَّصُّ وَحُدُودُ التَّأْوِيلِ اَللِّسَانِيِّ.