الديباجة:
لكل أمة من الأمم تراث يميزها عن غيرها، تتواصل به بين ماضيها وحاضرها، ولا يتم لها ذلك إلا بالحفاظ عليه لكي تضمن بقاءها واستمرارها وتأثيرها، والمؤلفات اللغوية والأدبية جزء من هذا التراث والمحافظة عليه مرهون بالمحافظة على اللغة التي كتب بها هذا التراث، ومعلوم أن الحفاظ على اللغة وسلامتها واستمرارها حية فاعلة بين اللغات الأخرى يتم بالمحافظة على أصول قواعدها وبنيات تراكيبها التي هي مادة العلوم والآداب ويكون ذلك بأن يأخذ كل جيل عمن تقدمه خلاصة ما توصل إليه من علوم اللغة وآدابها، فيكون صلة وصل بين الأجيال السابقة والأجيال اللاحقة
فالأصالة والمعاصرة يتفاعلان في إطار من الماضي والحاضر، إذ الماضي هو الذكرى التي تستوعب حضارة الإنسان وتجاربه، ومنجزاته ومعارفه، وتحمل في طياتها القيم التي تستوجب التفاعل مع ذلك كله على ضوءٍ من تطلّعات الحاضر.
ومن الرائع أن يكون الإنسان على صلة بالماضي، ولعلّ أقلّ ما يحتاجه منا هذا التراث إنَّما يتمثل في العناية به، والعمل على جمعه، والحفاظ عليه، ونشره محقَّـقًا تحقيقا علميا، يقرّبه إلى أذهان أجيالنا ويشدّهم إليه.
فتراثنا الأدبي كثير منه ما يزال محفوظا، وواجبنا هو إزالة الغبار عنه والتعريف به ونشره، وهذا ما يعرف بـتحقيق المخطوط.
الإشكالية:
تحقيق التراث أمر من الأهمية بمكان، لأنه يصل حاضر الأمة بماضيها، ويساهم مساهمة فعالة في بعث كنوزها الدفينة من العلوم والآداب والفنون. فيستفيد الأحفاد مما خلفه لهم الآباء والأجداد، من ذخائر فكرية متنوعة، يتخذونها منطلقا لهم في متابعة المد الحضاري والثقافي والمساهمة فيه مساهمة فعالة، حيث بات معلوما أنه لا تجديد في مجال من مجالات العلم و الفكر والثقافة، إلا باعتماد قاعدة من المعارف والأفكار تكون الأسس التي لا بد منها في عملية الإبداع العلمي الفكري، لأن أية محاولة للتجديد من دون اعتماد تلك المعارف والأسس، لا تعدو أن تكون توهما، أو ضربا من ضروب الخيال.
فالإحساس بقيمة هذا التراث العلمي والفكري هو إحساس طبيعي بالماضي وحاجة الحاضر إليه، فالماضي والحاضر كلاهما يستحوذ على أعماق شعورنا، والعمل على استثماره على الأسـس العلمية التي يجني منها الواقع أزكى الثمار وأشهاها، هو بعينه الرؤية العلمية الصحيحة للتجديد.
تدور إشكالية المؤتمر حول التساؤلات التالية:
• ما هو التشخيص العلمي الصحيح لوضعية المخطوطات في العالم العربي والإسلامي وتحقيقها.
• ما النظرة الرسمية لهذا النوع من الأعمال وما مستوى تصنيفه من الزاوية المعرفية لدى الهيئات العلمية الأكاديمية.
• كيف يمكن الرقي بتحقيق المخطوطات إلى مستوى الأعمال الجليلة التي تشكل آليات الإنسان التي يتعامل بها.
• هل بإمكان تحقيق المخطوطات أن يوضح معالم حضارية، أو يقدم اكتشافات إنسانية تخدم الإنسان في حاضره وفي قابل أمره.
• هل يمكن أن يضيف المخطوط إلى ما قدمه الأوائل ليتخذها المحدثون زادا يساعدهم على تقديم وتطوير مادة العلوم والآداب.
• هل يعتبر ضعف المستوى المعرفي في ميادين البحث العلمي مردّه عدم الاهتمام بتراثنا العلمي والتركيز على ما يأتي من الخارج.
• كيفية إنشاء قاعدة بيانات وطنية ودولية تهتم بضبط وضعية المخطوطات المنتشرة عبر العالم العربي والإسلامي.
أهداف الملتقى:
• تشخيص واقع المخطوطات في الجزائر وخارجها وظروف المحافظة عليه اثناء فترة الاستعمار وما بعد الاستقلال.
• ابراز كيفية التعامل مع المخطوط كمعلم حضاري لا يقل أهمية عن العلوم الأخرى.
• الاتفاق على جعل المخطوطات كتراث علمي ومعرفي يجب أن يأخذ حقه في الدراسات الأكاديمية.
• ايلاء أهمية كبيرة لعمل تحقيق المخطوطات وحث الباحثين وتوجيههم للاهتمام بهذا النوع من الدراسات.
• التعرف على الدرر النفيسة غير المعروفة ووضعها في متناول الباحثين والمهتمين بتحقيق المخطوطات.
• التفاهم على تشكيل لجان تأخذ على عاتقها القيام بفهرسة عامة للمخطوطات الوطنية والخارجية تكون قاعدة علمية يستفيد منها مختلف الباحثين.
• الاتفاق على وضع استراتيجية عامة للتعريف بمراحل تحقيق ودراسة المخطوطات تعتبر كخارطة طريق للباحثين والمهتمين.
• ضرورة وضع تحقيق المخطوطات بصيغة رسمية كمقياس ضمن مقاييس الدراسات العلمية والأكاديمية في الجامعات قبل وما بعد التدرج.
محاور الملتقى:
يدور الملتقى حول محاور هامة نلخّصها كالتالي:
المحور الأول: علم المخطوطات في الجزائر والعالم العربي
المحور الثاني: تحقيق النّصوص المخطوطة (الواقع والمنهج)
المحور الثالث: كوديكولوجيا المخطوط العربي، فهرسة المخطوطات ورقمنتها
شروط البحوث المقدمة ومعاييرها:
- أن يكون البحث في أحد المحاور الأساسية للملتقى.
- ألا يكون البحث قد سبق المشاركة به في ملتقى أو ندوة علمية أو نُشر في مجلة علمية.
- يجب مراعاة المنهج العلمي ومعاييره في كتابة البحث، وأن يتميز بالأصالة والجدية في التحليل.
- لا تقبل المداخلات الثنائية.
- تُقبل البحوث باللغة العربية والفرنسية.
- تشتمل الصفحة الأولى من البحث على اسم الملتقى والجهة المنظمة له، وعنوان البحث كاملا، واسم الباحث، ودرجته العلمية، والمعلومات الخاصة بالاتصال به.
- ألا يتجاوز البحث خمساً وعشرين صفحة، حجم A4 شاملة المراجع والملاحق.
- وضع الهوامش والتعليقات في نهاية كل صفحة، والمراجع والفهارس والملاحق في نهاية البحث.
- يُكتب البحث على برنامج (Microsoft word) بخط traditional Arabic حجم 16 بالنسبة لمتن البحث باللغة العربية، و11 بالنسبة للهوامش، وبخط (time new roman) بحجم 12 للبحوث باللغة الأجنبية بالنسبة للمتن، وبحجم 10 بالنسبة للهوامش.
- يرفق باستمارة التسجيل ملخصٌ عن البحث باللغة العربية، وترجمته إن أمكن باللغة الفرنسية أو الإنجليزية في حدود صفحة واحدة (150 كلمة)، وملخص السيرة الذاتية للباحث في حدود صفحة واحدة.
- لا تُبرمجُ المداخلات المقبولة إلا بعد تقديم نصّها الكامل في الموعد المحدد أدناه.
تفاصيل الرسوم (مطلوب وهام): 3000 دج / 20 أورو
مواعيد مهمّة:
تم تحديد الملتقى في 9- 10 أكتوبر 2017
آخر أجل لاستقبال الملخصات: 22 يوليو 2017
إجابة اللجنة العلمية: 30 يوليو 2017
آخر أجل لاستقبال المداخلات كاملة:20 سبتمبر 2017
الجهة المنظمة: كلية الآداب واللغات جامعة المسيلة الجزائر
اسم المضيف: الأستاذ عبد الكريم معمري
------------------------------------
المصدر: شبكة ضياء http://diae.net/52478