الإشكالية، الأهداف، المحاور والضوابط:
أن تكون اللّغة نظاما عرفانيّا يعني أنّها كامنة في الذّهن تشتغل وفق مبادئ وحوسبات دقيقة وتتفاعل مع أنظمة عرفانيّة خارجيّة حتّى تغادر طور المعرفة اللّسانيّة اللاّواعية إلى أن تكون إنجازا، هذه الأطروحة تتبنّاها مقاربات لسانيّة عدّة.
وتختلف المبادئ المسيّرة لهذا النّظام باختلاف تلك المقاربات؛ فقد تجمع هذه المبادئ بين اللّسانيِّ المحضِ الذي يتفرّد به نظام اللغة الحوسبي والعرفانيِّ العامِّ الذي تشترك فيه الأنظمة البيولوجيّة عموما، وقد تكون عرفانيّةً عامّة تنسحب على مختلف الملكات العرفانيّة.
ويتفرّع عن ذلك في المشهد اللّسانيّ اتّجاهان اثنان: أوّلهما النّحو التّوليديّ في منواله الأدنويّ؛ وهو يتمثّل اللّغة ملكة ذهنيّة فطريّة فريدة يسيّرها عضو لغويّ خاصّ بها في الذّهن/الدّماغ البشريّ، ويكوّنها نظام حوسبيّ يختزن معلومات حول الصّوت والمعنى ويتفاعل مع أنظـمة عرفانيّة خارجيّة تتلقّى تلك المعلومات فتُقيّمها. وثانيهما اللّسانيّات العرفانيّة؛ وترى أنّ اللّغة ملكة عرفانيّة تُدرَج لتُدرس ضمن دائرة من العرفان الموسّع تجمع البيئيّ والثّقافيّ والجسديّ، وتفترض أنّ معرفتنا بمختلف المظاهر اللّسانيّة تصوّريّةٌ بالأساس؛ فلا مجال لمعالجة المعنى خارج المنظور التّصوّريّ وما يسنُده من فضاءات ذهنيّة.
إنّ ما يشغلنا أساسا في هذه النّدوة هو طرح مسألة العرفان اللّغويّ من زاوية ما يجمع بين المقاربات اللّسانيّة وما يفرّق بينها رغبة منّا في أن تنفتح في فهم اللّغة آفاق أرحب تمتد بها للجدل والنقاش سبل أخرى.
بمثل هذا الرّأي وما أسنده وكان منه أو في دائرته حضر إلى أذهاننا ونحن نعدّ لندوتنا، فضلُ من أرسى دعائم اللّسانيّات في الجامعة التّونسيّة وفي مقدّمتهم أستاذ الدّراسات اللّغويّة العربيّة محمّد صلاح الدّين الشّريف. فإليه يهدي المعهد العالي للّغات بنابل وجمعيّة تنمية اللّغة العربيّة وحمايتها بتونس أعمال هذه النّدوة نسجا على ما دأبت عليه الجامعة التّونسيّة من احتفاء بروّادها وتكريم لأعلامها، إنصافا لفكرهم واعترافا بفضلهم.
محاور الاهتمام:
1. في الاكتساب اللّغويّ: مقاربات عرفانيّة
– فطريّة الملكة اللّغويّة
– الملكة اللّغويّة والعرفان المجسدن
– الاستعمال ودوره في الاكتساب
2. المقاربات المنظوميّة للّغة
– المناويل التّوليديّة من التّصوّر الدّاخليّ إلى التّصوّر الخارجيّ
– التّصوّر المنظوميّ الخارجي والوجائه (interfaces)
3. الكلّيّات اللّغويّة والتّنوّع العابر للألسن (دراسة اختباريّة)
– النّحو الكلّيّ: المبادئ والمقاييس
– الكلّيّات والتّنوّع تفاعل بين التّجهيز الوراثيّ والتّجربة وأنظمة عرفانيّة خارجيّة
– التّنوّع العابر للألسن تشفير لتنوّع الأنظمة التّصوّريّة
4. المظاهر العرفانيّة في اشتغال النّظام اللّغويّ (دراسة اختباريّة)
– هندسة الملكة اللّغويّة
– الحوسبات النّحويّة ومبادئ الاشتغال الحوسبيّ
– مظاهر التّفاعل بين النّظام العرفانيّ اللّغويّ والأنظمة العرفانيّة الخارجيّة
مواعيد مهمة:
– آخر أجل لاستقبال الملخّصات 15 /08 /2017
– الإعلام بالقبول: 22/ 08/ 2017
– آخر أجل لاستقبال البحوث: 01/ 11/ 2017
الجهة المنظمة: المعهد العالي للّغات بنابل، الجمهوريّة التّونسيّة بالتّعاون مع جمعيّة تنمية اللغة العربيّة وحمايتها بتونس
----------------
المصدر: شبكة ضياء: http://diae.net/54029