الإشكالية، الأهداف، المحاور والضوابط:
قررت شعبة اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- عين الشق، الدار البيضاء- كعادتها في تكريم أعضائها- تنظيم ندوة دولية ( 5 و 6 و7 ديسمبر 2017 برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية. عين الشق، الدار البيضاء) تكريماً لعضو هيئتها والمساعد في تأسيسها: الأستاذ محمد البكري. وذلك بالتنسيق مع مختبري “العلامات والأركيولوجيه: مقاربات مقارنة” و”مختبر الثقافة والعلوم والآداب العربية” و “ماستر لسانيات عربية تطبيقية” .
نلاحظ بمجرد إلقاء نظرة، ولو عَجْلَى وعامة، على مسار الأستاذ ومنجزاته في مختلف الميادين و المستويات، التي طالها نشاطه وعمله أو اهتمامه، أن طابعها الأساس الجدية والتنوع- إلى حدِّ ما يبدو أنه تباين- والإحساس العميق بالمسؤولية، والتفاني في العمل والخدمة، والتوجُّه في صرامة- لكن بهدوء وصمت- نحو العميق والأصيل، من جهة، والجديد الحقيقي، من ناحية ثانية، مع ضرورة ضمان شرط التناسق والتناغم؛ والتركيز على الإشكالات الحيوية والجوهرية، التي تقض مضاجع المواطن والإنسان، وترهن المستقبل، وتتحكم في أدق تفاصيل مناحي الحياة حتى أعظمها؛ والانشغال المهموم بالأجوبة الجدية والرزينة، في محاولة حثيثة لنشر الوعي بها بين الجميع، وكسب رهان الحرية والتقدم والجودة. مهما كانت الوسائل متواضعة جداً والتحديات قاهرةَ. هذه الأهداف، إن كبرت وإن عزت، يمكن الوصول إليها بتربية وتعليم رفيعين وثقافة معرفية وعلمية عالية ووعي عميق وأداء كل منا لمهمته بإخلاص وزيادة.
من هذا المنظور – الدينامي والنقدي (ما هذه الصياغة سوى صياغة تقريبية، إذ ليس هنا مجال التدقيق في الرؤية، وإنما الهدف تسجيل إطار عام للفكرة) – انطلق الأستاذ في مختلف أعماله وأنشطته: من الأستاذ المدرس، والجامعي الباحث والمؤطر، والمثقف، والناشط في المجال الثقافي العام، والكاتب والناقد الأدبي، ومترجم نصوص الحداثة الفلسفية والسيميائية واللسانية والأدبية والنقدية والمواطن والإنسان الخ…
فعلى مستوى الأستاذ المدرس والمؤطر، قضى كل حياته المهنية في القسم والمدرجات، منذ 1973 في الثانوي، ومتعاوناً في المراكز الجهوية للتربية والتكوين، ثم في العالي، منذ 1980 – 1981. وحتى يومنا هذا. درس اللغة العربية وآدابها وعلومها واللسانيات والسيميائيات والترجمة وتحليل الخطابات والنصوص المختلفة وعلوما أخرى عديدة.. في كثير من كليات الآداب المغربية واليوم في كثير من الماسترات، بما فيها كلية الحقوق..
أما الأستاذ الباحث، ففضلاً عن العديد من البحوث الفرعية المهمة، أنجز بحثه الرائد في “التحليل اللساني للخطاب السياسي: خطاب الحركة الوطنية موضوعا” (1993)، سيصدر قريباً في مجلدين وبحثاً، ثانياً، بعنوان “الخطاب السياسي للحركات الاستقلالية المغربية: من دجنبر 1942 إلى مارس 1956: بنيته ووظيفته في ضوء لسانيات الخطاب”، الصادر في جزأين سنة 2015 بالرباط. إضافةً إلى أجزاء أخرى تكميلاً لهذا العمل ووثائقه.
انخرط الأستاذ مبكراً –وهو طالب- قي المجال الثقافي، حيث ما لبث أن تحمّل شاباً– ضمن ما اصطُلِح على تسميته بمجموعة “الثقافة الجديدة”- مسؤولية تحرير هذه المجلة وإصدارها، في ظروف شاقة. هذه المجلة، التي لعبت دوراً مشهوداً داخل المشهد الثقافي في المغرب وخارجه. كما ساهم- بعدها- في إصدار مجلة “عيون المقالات” وشارك في مجلات مشرقية، مثل “كتابات معاصرة” و”الأقلام” أو” الفكر العربي المعاصر” و “مقدمات … الخ.. وأسس- كناشر- مجلة “فضاءات مستقبلية”، التي وإن توقفت مؤقتاً، فإن منشوراتها الأدبية والنقدية الطليعية، لا تزال تصدر حتى اليوم. وفي الوقت ذاته، شغل مهمة “كاتب فرع اتحاد كتاب المغرب بالدار البيضاء”، في بداية الثمانينيات، وحضر الجموع التأسيسية لكل من “بيت الشعر” و”رابطة أدباء المغرب” وجمعيات حقوقية وطنية.
ككاتب وناقد، اهتم الأستاذ، منذ بدايات السبعينيات، بمتابعة الشعر والشعر المغربي، خاصةً ودراستهما..(نشر أول دراسة عنه في منتصف السبعينيات)، وشارك بأخريات في مؤتمرات وطنية ودولية. كما قام بدراسات في السرد: روايةً وقصةَ (مثلا دراسته، اللافتة للنظر، عن “ضون كيخوته”). وكتب في نقد النقد (مثل بحث في “نقاد “لعبة النسيان” – ألقي بجامعة وهران…). والمسرح (بالترجمة في كتاب جماعي عن “تدريس النص المسرحيّ” نشر فضاءات مستقبلية..
خلاصة القول إن ما يحتويه ثبت أعمال (بيبليوغرافيه) الاستاذ من الإشارة إلى عشرات المداخلات- جلها غير منشور وياللأسف- ذات الصبغة الأدبية والنقدية لَشاهِد على غنى مشاركات الأستاذ وتنوعها خارج تخصصه الدقيق.
منذ بداية السبعينيات وخلالها، بدأ المحتفَى به، ينشر ما كان يترجمه، بين الفينة والأخرى، من نصوص طليعية في الشعر والفلسفة والفكر والنقد ونقد الفن الخ.. من أهمها ترجماته في “الثقافة الجديدة” للوسيان كًولدمان وفيليب صوليرس ورولان بارث وجاك دريده ونيقولا فولوشينوف وم. باختين “الماركسية وفلسفة اللغة”، ثم ما تلا ذلك من كتب منشورة بالاشتراك أو من ترجمته لوحده في التاريخ أو سيرة الحياة أو تدريس النص المسرحي أو في الفلسفة أو السيميائيات أو اللسانيات أو تحليل الخطاب الخ.. وآخرها “س\ز” لرولان بارث. التي تلقاها النقاد داخل المغرب وخارجه بكثير من الحفاوة والإعجاب.
مشروع ثقافي وفكري وأكاديمي لساني وسيميائي وأدبي ونقدي وترجمي غني ومتنوع. وهذه الورقة مجرد إشارات لا تحيط ولا تغني وقُصارى ما نتمناه أن تشير وتعلم كصُوى إلى اتجاهات طريق. ونُنبِّه – بهذه المناسبة- مبدئياً إلى أمر في غاية الأهمية: إن كثيراً من منجزات هذا المشروع لا يزال طيّ الصحف والمجلات، لم يُجمَع. ومنه الكثير المُنجَز كمداخلات ولم يُنشَر، فضلاً عن غير ما أُشير إليه. لهذا نخبر الدارسين والمهتمين إلى أهمية العودة- أولاً- إلى ثبت (بيبليوغرافيه) أعمال الأستاذ، وإلى نسخة مستنسخة من بعض أعمال الأستاذ (ليست نسخة استقصائية ولا شاملة) نضعهما رهن الإشارة.
المحاور:
على ضوء ما سبق، نقترح أن تتمحور أعمال الندوة الدولية ودراساتها وبحوثها – المهداة منها أو المنصبة على جانب من جوانب أعمال الأستاذ محمد البكري أو مظهر من مظاهر المشروع أو عليه كله (كموضوع رئيس) – وفق المحاور التالية كمنطلقات وأطُر:
1- اللغة: الآداب وعلوم اللسان والتاريخ والنقد والشعريات والفكر؛
2- السيميائيات: العامة والخاصة؛ – السيميائيات العربية: النشأة والتطور؛ -السيميائيات المغربية: ضرورة المراجعة النقدية والعلمية القويمة للحصيلة المنجزة والتوجهات (الآفاق)؛
3- تحليل الخطاب: أَلِسَانيات صرفة للخطاب أم لسانيات تجاوزية ( la translinguistique)؟ من السعي إلى تحقيق مشروع “العلمية” وحَمْل همّ التحليل النقدي للأنظمة والكُتَل الخطابية البشرية المستبدة حتى تأسيس التداخل الفعّال بين العلوم إلى “التوسع” الشديد راهناً (ما قيمته العلمية ووظيفته النقدية؟)؛
4- الترجمة: قضايا النظرية والتطبيق وإشكالات المصطلح- لأجل المساهمة القيمة في مواجهة التحديات والمشاركة البناءة في الحوار الحضاري- الإنساني والتفاعل الثقافي والعلمي وتجاوز التخلف والانغلاق بواسطة عربية مبينة؛
5- المشروع العلمي والثقافي والأدبي للأستاذ محمد البكري: تنوّع الاهتمامات والوحدة وخصوصية المنطلق والمسار والآفاق والموقف، لأجل التفكير بطريقة نقدية مغايرة وناجعة، تخدم التقدم وتعمل لتلافي الكوارث…
6- شهادات و”كلمات” في حق المحتفَى به الدكتور محمد البكري.
شروط المشاركة:
1- اختيار محور من المحاور المذكورة ، ومعالجته وفق المعايير أسفله.
2- ينبغي المساهمة بمداخلات أصيلة، لم يسبق إلقاؤها ولا نشرها جزئيا أو كليا؛
تقديم ملخص في حدود 300 كلمة، ويُصدّر بالمصطلحات الرئيسة (المدخلية)؛
3- احترام الجدولة الزمنية
4- مدة إلقاء كل مداخلة ومناقشتها في حيز 20 دقيقة
تدابير النشر:
1- ستطبع أعمال الندوة وتنشر بعد تقييمها و تحكيمها؛
2- مراعاة شروط التحرير والنشر، المتعارف عليها أكاديميا وجامعيا؛
3- ينبغي ألا يقل المقال عن 4500 أو ألا يتجاوز 5500 كلمة؛
4- يمكن أن يطلب من بعض المشاركين إدخال تعديلات وتصويبات على أبحاثهم قبل نشرها.
اللغات المعتمدة:
العربية، والفرنسية، والإنجليزية.
تفاصيل الرسوم (مطلوب وهام): تنويه: تتحمل اللجنة المنظمة الوفادة والإقامة أيام الندوة فحسب (5و6 و7 دجنبر 2017)
مواعيد مهمة:
1- 14 أغسطس2017: الإعلان الرسمي وبدء المراسلة والاتصال مع المتدخلين المحتملين والمدعمين والمساندين..
2- 15 أكتوبر 2017 : آخر أجل للتوصل بالملخصات واستمارة المشاركة معبأَ كاملة؛
3- 30 أكتوبر 2017: الإعلان عن لائحة المشاركين ومراسلتهم لاتخاذ التدابير الإدارية والبيداغوجية اللازمة.
4- 20 نوفمبر 2017- آخر أجل للتوصّل بنص المداخلة كاملاًَ ومرقونا وفق المعايير المطلوبة.
5- 30 نوفمبر 2017- الإعلام بالبرنامج النهائي للندوة.
الجهة المنظمة: شعبة اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- عين الشق، الدار البيضاء- بالتنسيق مع مختبري “العلامات والأركيولوجيه: مقاربات مقارنة” و”مختبر الثقافة والعلوم والآداب العربية” و “ماستر لسانيات عربية تطبيقية” .
معلومات الاتصال: كلية الآداب والعلوم الإنسانية. عين الشق. الدار البيضاء.
التسجيل في الندوة: يمكن التسجيل في صفحة الندوة في شبكة ضياء: http://diae.net/54579
------------------------
المصدر: شبكة ضياء: http://diae.net/54579