الديباجة:
إن الرواية، كما اعتبرها “ميشيل زيرافا” ، فن في أجزاءها كما في كلها، وهي تبرز في شكل خطاب موجه ليحدث أثرا جماليا، وقد ارتقت إلى مستوى ” الأدب الكبير ” بسبب واقعيتها، وعلى هذا الأساس دمجها هيجل في ” الجمال ” .
تواجه الرواية الروح الإنسانية بالمظاهر الأكثر دقة بل الأكثر تفاهة لوجود البشر، وهذا على جميع المستويات النفسية والاجتماعية والأخلاقية، وتكمن خاصيتها أساسا في مواجهة الوقائع والأشياء للمثل والأفكار؛ إنها-بحق- ملحمة حديثة تعبر عن الصراع بين شعر القلب ونثر العلاقات الاجتماعية، وتنحو بذلك المنحى القائم على المبدإ الحاسم ” إدانة الوهم “.
لقد عملت الرواية على تأسيس تقنيات جديدة للسرد تقوم على عمليات وصف خالصة إما للوقائع الاجتماعية ، وذلك استكمالا للاتجاهات الواقعية والطبيعية التي أسس لها كل من “بلزاك” و”فلوبير” و”زولا”، من خلال أثار “دوس باسوس” و”ألفريد دبولن” القائمة على تقنية ” المونتاج ” ، وأعمال “بروخ” مثل ” السائرون نياما ” و”موزيل” مثل ” إنسان بلا صفات “؛ وإما للعوالم النفسية التي عمقها “جيمس جويس” لاكتشافه لألية المونولوج الداخلي ، و”بروست” الذي يكتشف بالموازاة مع أعمال “برغسون” عن الديمومة الزمنية، دور الذاكرة اللاإرادية الشبيهة بفكرة اللا شعور عند “فرويد”، في استحضار الزمن الماضي.
يتعلق السرد الروائي برمته بما أسماه “هيدغر” الكينونة في العالم، إذ إن الإنسان والعالم مرتبطان ببعضهما ارتباطا وثيقا. ويملك عالم كينونتنا طابعا تاريخيا، وتدور حيوات الشخصيات الروائية منذ “سيرفانتس” في فضاء زمني محدود بالتأريخ، ولم يعد بوسع الرواية أبدا أن تتخلص من الميراث المؤسس لها، كونها تفحص البعد التاريخي للوجود الإنساني، من جهة، وتمثل وصفا تاريخيا لمجتمع في لحظة معينة، أو تاريخا مرويا، من جهة أخرى. إننا نعرف كل الروايات عن الثورة الجزائرية عبر ” محمد ديب” و “الطاهر وطار” و”مولود فرعون”… وعن تاريخ الفراعنة عبر “نجيب محفوظ”، غير أن هذا النمط من الأعمال إنما يترجم معرفة غير روائية في لغة روائية، في حين نؤمن مع “بروخ” بأن السبب الوحيد لوجود الرواية، هو أنك تقول شيئا لا يمكن أن تقوله سوى الرواية.
إن الوظيفة الأسمى للرواية هي استعادة الكينونة المنسية للإنسان وفق تعبير “هيدغر”، ومن خلال تلك الوظيفة سنحاول استكشاف ومساءلة النص الروائي لـ”عبد الوهاب عيساوي” الذي صدر له لحد الساعة: “سينما جاكوب”، و”سييرا دي مويرتي”، و”مجاز السرو”، و”الدوائر والأبواب”، و”سفر أعمال المنسيين”.
الإشكالية:
-ما طبيعة النص الروائي عند عبد الوهاب عيساوي؟
-هل تمثل الرواية عنده أحد تيارت ما بعد الحداثة في بنيتها المفتوحة وفي رفضها كل يقين ؟ أم هي ما يمكن أن نسميه ” الرواية الاحتمالية ؟
-إلى أي حد استطاع أن يلمس حقيقة الفن الروائي؟
-هل استطاع الانعتاق من عبء التقنية؟
-ما مدى ترجمة أعماله للواقع؟ وما مدى صحة تصنيف بعض أعماله ضمن الرواية التاريخة ؟
الأهداف:
- مواصلة الحوار الفكري وتبادل الخبرات والمعارف وذلك تحقيقا للروح الجوهرية للجامعة.
- محاولة استكناه أسرار الكتابة في أهم وجوهها ” الرواية ” .
- تمكين الطلبة والباحثين من أدوات المعرفة ومناهجها .
- إقامة جسور ثقافية وإنسانية بين الكتاب المبدعين والأساتذة الباحثين والطلبة.
المحاور:
- الرواية بين الخصوصية القومية ” السياق الصغير ” و الكوزموبوليتية ” السياق الكبير.
- الرواية بين حداثة الشكل وحداثة الفكر .
- البوليفونية وتشظي البنى الاجتماعية .
- التاريخ والمتخيل .
- تجليات الموروث بكل أشكاله
مواعيد مهمة:
- يرسل الملخص مع المداخلة كاملة قبل تاريخ: 13/ 11/ 2017
- يتم الرد على الملخصات المقبولة ، وإرسال دعوات الحضور في 15/ 11/ 2017
- لا تتكفل الندوة بالإطعام والإقامة.
الجهة المنظمة: المركز الجامعي مرسلي عبد الله- تيبازة- الجزائر
يمكن التسجيل في الندوة عبر شبكة ضياء: http://diae.net/55656
--------------------
المصدر: شبكة ضياء: http://diae.net/55656