الإشكالية، الأهداف، المحاور والضوابط:
تعدُّ الدّراسة التداولية من أحدث الدّراسات اللّسانية المعاصرة التي تمخّض عنها البحث العلمي في مجال اللّغة؛ إذ تشكل منعطفا مهما في مسار البحث اللّساني الذي ظلَّ لفترة طويلة عند الغرب رهينا للبنية اللّغوية، منغلقا عليها لا يأبه بما ينتجها من ظروف وملابسات خارجية، حتى جاءت التّداولية بطرح وتوجه مغاير تخطت به ما أقرته البنيوية؛ وذلك بوصفها حقلا لسانيا يصب اهتمامه على البعد الاستعمالي والإنجاز الفعلي للغة، بفضل ما تتيحه من آليات إجرائية واستراتيجيات فعالة لتحليل مختلف الخطابات وتفسيرها، على ضوء السّياقات الواردة فيها ووفق المعطيات والملابسات المقامية التي أنتجت فيها هذه الخطابات دون إهمال لأطراف العملية التواصلية.
وباهتمامها بهذا الجانب المهم من اللّغة والعملية التّواصلية، فتحت الآفاق أكثر فأكثر للدّرس اللّساني للوصول إلى المعنى وللتركيز على أهم شيء في اللّغة والعملية التواصلية وهو إنتاج الكلام وتأويله.
وهنا تستوقفنا الدّراسات اللّغوية العربية، بما تحمله من خصائص تمثل فضاء مشتركا بينها وبين الحقل التداولي، فما وظفه علماء اللغة العربية من آليات إجرائية واستراتيجيات لفهم الخطابات وتحليلها يدعونا وبإلحاح لاستحضار هذه الجهود والمقاربة بينها وبين المفاهيم التداولية وخاصّة الدراسات البلاغية منها فقد كانت أداة للتّساؤل التّفاعلي بين بنية المقال أو الكلام، ومقتضيات السّياق والمقام، وكذلك جهود المفسرين قديما وحديثا إذ تنضح هي الأخرى بإجراءات وتطبيقات تتمحور حول السياق والمقام وما يحيط بالنص من ملابسات، وهي بهذه الإجراءات تضاهي ما جاءت به التداولية اليوم.
ومن هنا تظهر مجموعة من الإشكاليات حول التداولية باعتبارها توجُّهٌا لسانيا حديثا؛ فإذا قلنا إنّ التداولية اختارت الانعتاق من قيود البنية واللّغة –بالمفهوم السوسيري- والانفتاح على المعنى في شتى النّصوص والخطابات؛ فما هي الإجراءات التي تتكئ عليها التّداولية في تفسيرها وتحليلها؟ وما مدى فعاليتها ونجاعتها في الكشف عن المعاني المختلفة باختلاف ألوان الخطاب وأطيافه؟ ولأن المفاهيم والتّصورات التي تنطلق منها التداولية موجودة بطبيعة الحال في الدراسات العربية التراثية والمعاصرة، فإلى أي مدى استطاعت الجهود العربية المعاصرة التوفيق والمقاربة بين التداولية الغربية وما تطمح إليه من تأصيل لتداولية عربية؟ وكيف يمكننا أن نقارب بين التداولية وبين البلاغة العربية وجهود المفسرين إذا افترضنا وجود تقاطع وتقارب بينها من حيث الأدوات الإجرائية والآليات المستعملة والهدف؟
أهداف النّدوة:
تهدف هذه النّدوة إلى مناقشة دور التداولية في فك مغاليق النصوص والخطابات المختلفة والكشف عن الاستراتيجيات المتبعة في إنتاجها وتأويلها، وإجراء مقاربة بينها وبين الدراسات التراثية العربية، لمعرفة ما إذا كان بوسعنا التّأصيل لنظرية لسانية تواصلية عربية.
محاور الندوة العلمية:
التداولية واللّسانيات والأسلوبية وتحليل الخطاب
مقاربة بين علوم العربية والدراسات التداولية
البلاغة العربية والحجاج في ضوء الدراسات التداولية
ملامح تداولية في الدراسات البيانية والتفاسير اللغوية للقرآن الكريم
المنهج التداولي ومنهج العلماء العرب في إنتاج الخطابات وتأويلها
جهود العلماء العرب المعاصرين في التأصيل لمنهج تداولي عربي
استراتيجيات التداول الخطابي في النصوص والخطابات التداولية التراثية والمعاصرة (نماذج تطبيقية).
شروط المشاركة:
ألا يكون البحث منشورا أو مستلا من أطروحة أو قدم في أي تظاهرة علمية.
التزام المنهجية العلمية الدقيقة.
أن يلتزم البحث بأحد المحاور المحددة.
ألا تتجاوز المداخلة عشرين صفحة.
يراعى في نشر المداخلات المنهجية العلمية لمخبر الممارسات اللّغوية وهي:
كتابة البحث بخط عربي عادي (SimplifiedArabic) ببنط (14) في المتن و(12) في الهامش، طول الكتابة 24 بعرض 12، المسافة بين السطور 1.15.
يتم توثيق المصادر بنظام APA.
يمكن التسجيل في الندوة عبر شبكة ضياء: http://diae.net/59139
ملاحظات:
يشترط في العرض استعمال عارض الشّرائح (data show).
ارفاق المداخلات ببطاقة بيانات شخصية تحمل: الاسم كاملا/ الدّرجة العلمية/ الجامعة/ التّخصص/ البريد الالكتروني/ رقم الهاتف.
لا تتكفّل الهيئة المنظّمة للنّدوة بمصاريف النقل والإطعام والإيواء.
مواعيد مهمة:
آخر أجل لتسليم المداخلات كاملة: 14 /03/ 2018
موعد انعقاد اليوم الدراسي 20 /03 /2018
الجهة المنظمة: مخبر الممارسات اللغوية في الجزائر، جامعة مولود معمري، تيزي-وزّو
-----------------
شبكة ضياء: http://diae.net/59139