تعدُّ الدّراسة التداولية من أحدث الدّراسات اللّسانية المعاصرة التي تمخّض عنها البحث العلمي في مجال اللّغة؛ فهي التي تدرس الظواهر الأدبية والثقافية والفنية والجمالية في ضوء التداوليات اللسانية، ويندرج تناولنا لهذا الموضوع في إطار تطبيق النظريات اللسانية المعاصرة على الخطاب الأدبي، و ذلك لاقتناعنا بإمكانية تناول مثل هذا الخطاب، القديم منه والحديث، انطلاقا من تصور إبستيمولوجي مشحون بمجموعة كبيرة من الأفكار والمبادئ و التصورات التي قد تبدو مخالفة للوهلة الأولى للتصور العربي، إلا أننا إذا أمعنا فيها، استطعنا أن نكتشف عددا من الظواهر التي تشكل، في نظرنا، امتدادا للمعرفة الإنسانية و إستمراريتها عبر القرون و الحضارات. فنحن لا نؤمن بالقطيعة الإبستيمولوجية في مجال استمرارية العلوم و الفلسفات.
وكما نعلم فإنّ الاتجاه التداولي يهتم بالدراسات اللغوية خاصة “حيث تتلاقى فيه على وجه معين جملة ميادين من المعرفة المختلفة أهمها: علم اللغة الخالص، والبلاغة، والمنطق، وفلسفة اللغة، وكذلك علم الاجتماع، وغيرها من العلوم المهتمة بالجزء الدلالي من اللغة”.
وبعدها وفي مراحل متطورة جداً تجاوزت التداولية حدود اللغة لتنتقل إلى مجال الأدب وتتحول إلى ما يسمى بالتّداولية الأدبية التي تمثل مقاربة لدراسة الخطابات وتحليلها، وفي هذا المجال تكون “التداوليات نظرية استعمالية، حيث تدرس اللغة في استعمال الناطقين بها، ونظرية تخاطبية تعالج شروط التبليغ والتواصل الذي يقصد إليه الناطقون من وراء الاستعمال للغة”
الإشكالية:
إذا كانت المقاربة التداولية قد عرفت انتشارا في الغرب، فإن هذه المقاربة مازالت في بداياتها الأولى في العالم العربي، على الرغم من وجود آثارها في تراثنا العربي القديم في البلاغة والفقه والفلسفة وأصول الفقه…، ولم يتم ادماجها بعد في حقلنا الثقافي العربي الحديث والمعاصر لمقاربة النصوص والخطابات الأدبية والإبداعية، ماعدا بعض الاستثناءات القليلة التي تعد على الأصابع.
ومن هنا تظهر مجموعة من الإشكاليات حول التداولية باعتبارها توجُّهٌا لسانيا حديثا والخطاب الأدبي:
إذاً، ما المقاربة التداولية؟ و ما مجمل التصورات التداولية تجاه النص أو الخطاب الأدبي؟ وما حدود هذه المقاربة إن تنظيرا أوتطبيقا؟ وما مدى فعاليتها ونجاعتها في الكشف عن المعاني المختلفة باختلاف ألوان الخطاب وأطيافه؟
الأهداف:
تهدف هذه النّدوة إلى مناقشة دور التداولية في تحليل النصوص والخطابات الأدبية باختلافها والكشف عن الاستراتيجيات المتبعة في إنتاجها وتأويلها، والبحث والكشف عن الأصول والمنابع الّتي استقت منها خطواتها الإجرائية. وكذلك تطبيق أحدث مات توصّلت إليه اللّسانيات التداولية المعاصرة في المجال الأدبي.
المحاور:
- التداولية وتحليل الخطاب.
- المنهج التداولي في تحليل الخطابات الأدبية وتأويلها.
- جهود العلماء العرب المعاصرين في التأصيل لمنهج تداولي عربي.
- جذور التداولية في التراث العربي القديمة.
- التداولية وتحليل الخطاب الأدبي مقاربة نظرية.
- آليات تطبيق المنهج التداولي على الخطابات الأدبية.
- استراتيجيات التداول الخطابي في النصوص الأدبية (نماذج تطبيقية).
شروط المشاركة:
- أن تندرج المداخلة ضمن أحد المحاور السابقة.
- يشترط ألاّ يكون قد سبق تقديم البحث في أي فعالية علمية سابقة، أو أن يكون قد تمّ نشره في دورية. علميّة سابقا، وألاّ يكون مستخلصا من بحث آخر أو أيّ مؤلّف علمي سابق.
- ألا تتجاوز المداخلة عشرين صفحة.
- اعتماد شروط الكتابة : الورقة A4 ، الخط(SimplifiedArabic) ببنط (14) في المتن و(12) في الهامش، المسافة بين السطور 1.15.
- يتم توثيق المصادر بنظام APA.
- يتم توثيق الهامش في نهاية البحث بطريقة آلية.
- يشترط في تقديم المداخلات العارض ( Power Point).
ملاحظات:
– ارفاق المداخلات ببطاقة بيانات شخصية تحمل: الاسم كاملا/ الدّرجة العلمية/ الجامعة/ التّخصص/ البريد الالكتروني/ رقم الهاتف.
– لا تتحمل الجهة المنظمة تكاليف الإقامة للوافدين من جامعات أخرى.
يمكن التسجيل في الندوة عبر شبكة ضياء: http://diae.net/59565
مواعيد مهمة:
– آخر أجل لتسليم المداخلات كاملة: 15 /04 /2018.
– موعد انعقاد اليوم الدراسي 25 /04 /2018.
الجهة المنظمة: مخبر الممارسات اللغوية في الجزائر، جامعة مولود معمري؛ تيزي-وزو.
---------------
شبكة ضياء: http://diae.net/59565