الإشكالية، الأهداف، المحاور والضوابط:
يعدّ النصّ القرآني بحراً شاسعاً ليس له قرار، احتوى على درر فائقة الأهمّية، وتفجّرت منه شتّى أنواع العلوم والمعارف الّتي قيّض لها علماء اعتنوا بكشفها وتأصيلها بغية خدمة اللّسان العربيّ؛ لأنّه السّبيل إلى فهم لغة القرآن الكريم؛ إذ إنّ معظم الدّراسات انصبّت في بدايتها على تفسير النّظم القرآنيّ باعتباره معجزا لما يحمله من أنماط لغويّة تفوق خيال العرب، ومحاسن كلامهم. وممّا استخلصه العلماء من أوجه بلاغة القرآن ومظاهر إعجازه ومعاني ألفاظه، كلامهم عن نظم ألفاظه وتعليق بعضها ببعض، كما تعجّبوا من دقّة تأليفه علاوة على رصف حروفه وانسجام أصواته، فقد خرج عن نسق الكلام المعهود عند العرب في خطابهم وشعرهم، فكان القرآن هو المنبع الثّري الذي لا تنقضي عجائبه ولا تنتهي أسراره.
لأجل ذلك نشأت علوم اللّغة العربيّة كالنّحو والبلاغة، خصوصا بعدما اتّسعت رقعة الإسلام، واختلط العجم بالعرب، وأخذ الذّوق العربيّ ينحرف وفشا اللّحن، وقلّت الفصاحة والبلاغة في الكلام، فكان من الضّروريّ اكتساب اللّغة العربيّة، وذلك بالاستماع إلى الكلام العربيّ الفصيح بدءا بالقرآن الكريم، وما يذاع في وسائل الإعلام المختلفة النّاطقة بالعربيّة، ثمّ بقراءة النّصوص الأدبيّة من شعر ونثر وحفظها، وتعلّم علوم اللّسان العربيّ من صرف ونحو وبلاغة، وتصفّح المعاجم العربيّة، والمداومة على الفصاحة والبلاغة تحدّثا وكتابة..؛ “والسّبب في ذلك أنّ صناعة العربيّة إنّما هي معرفة قوانين هذه الملكة، ومقاييسها خاصّة”، وإن كانت البيئة العربيّة في زمننا بعيدة عن الفصاحة، تبقى الوسائل الأخرى فعّالة.
غير أنّ بعض البلدان العربيّة شرعت تعلّم الموادّ العلميّة للأطفال باللّغة الأجنبيّة؛ بحجّة أن يتعرّف الطّالب عليها منذ نعومة أظفاره لتسهل عليه دراستها في المراحل المتقدّمة، وهذا ما ينعكس سلبا على المتعلّم العربيّ؛ إذ يرى علماء التّربيّة أنّه يجب أن تدرّس اللّغة الأمّ منفردة للأطفال في الثّلاث سنوات الأولى من التّعليم على الأقلّ، وبعد إتقان المتعلّم لأبجديّة لغته يمكن تفعيل ازدواجيّة اللّغة، فللّغات الأجنبيّة أهميّة ثقافيّة وعلميّة وخاصّة الإنجليزيّة، وتعليمها للنّاشئة شيء طيّب، ولكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب اللّغة العربيّة، كما أنّ اللّغة العربيّة الفصحى قد أصبحت مزاحمة من طرف اللّهجات العاميّة المختلفة من منطقة إلى أخرى، وهذا ما يعيق الطّفل العربيّ في أن يتعلّم لغة غير الّتي يتحدّث بها في حياته اليوميّة؛ ناهيك عن تفضيل المجتمعات العربيّة التّحدث بالعاميّة عوض الفصحى؛ حيث بدأت تأخذ هذه المحادثات حيّزا واسعا على مواقع التّواصل الاجتماعيّ، وسايرتها في ذلك بعض وسائل الإعلام المرئيّة منها والمسموعة، وحتّى المقروءة كالصّحف الرّياضيّة الموجّهة للشّباب.
أهداف الملتقى:
1- فتح الآفاق أمام الباحثين لتقديم بحوث ودراسات حديثة حول النصّ القرآني.
2- التّوصّل إلى نسب الشّيوع في الألفاظ والتّراكيب اللّغويّة الوظيفيّة والمعجميّة، وقد أصبح ذلك أصلا في صناعة المعاجم اللّغويّة، وفي اختيار الموادّ التّعليميّة للعربيّة سواء كلغة أولى أم لغة أجنبيّة في مراحلها المختلفة، وعلى تنوّع السّياقات التّعليميّة.
3- الإسهام الجوهريّ في برنامج التّرجمة الآنيّة الّتي أصبحت ضروريّة في العالم الجديد لأسباب ثقافيّة، واقتصاديّة، وسياسيّة وغيرها.
4- إثراء الفكر والخيال، والتّمكّن من التّعبير المبين بيسر وطلاقة؛ بحيث يكون القرآن زادا للطّالب يستلهم منه العبارة الرّاقية، والأسلوب البلاغيّ الجميل، ولا مانع من “الاستعانة بالوسائل العصريّة للوصول إلى هذا المبتغى؛ كاستخدام الأشرطة السّمعيّة البصريّة، وتوظيف الحاسوب، واستعمال المخابر الصّوتيّة لضبط المخارج، وفنون التّلاوة والحفظ.. الرّاسخ الدّقيق”.
الإشكالية:
نظرا لأهمّيّة اللّغة العربيّة من حيث ارتباطها بالقرآن الكريم كونها لغة البيان، ومن حيث تعلّقها بالتّعليميّة كونها مادّة أدائيّة، ارتأينا أن نبحث في كيفيّة تعلّم اللّغة العربيّة وتعليمها لأبنائها، ولغير النّاطقين بها، وبيان الصّلة الأكيدة بين القرآن وعلوم العربيّة، وما مدى إمكانية الاستفادة من الوسائل العصرية والنّظريات الحديثة من أجل الوصول إلى اكتشاف أسرار جديدة لإعجاز القرآن وروعة بيانه؟ وهل تعلّم العربيّة وتعليمها لا ينبغي أن يقتصر على تعلّم قواعدها فحسب، وإنّما يعني الغوص في ثقافتها من خلال نصوصها؟
فإنّ خدمة القرآن الكريم كانت الباعث وراء تطوّر علوم العربيّة ونهضتها، فلا ريب أنّ الله – سبحانه تعالى- لمّا أنزل هذا الكتاب بلسان عربيّ مبين كان في ذلك إشارة واضحة إلى أهمّية اللّغة العربيّة؛ وإن كانت لنا رؤية أخيرة فهي دعوة إلى الاهتمام باللّغة العربيّة، والتّفكير في طرق بيداغوجيّة حديثة ترتكز على أساس علميّ لتيسير تعلّمها وتعليمها لأبنائها ولغير النّاطقين بها.
محاور الملتقى:
المحور الأول: الإعجاز اللّغويّ والبيانيّ للنّظم القرآنيّ.
المحور الثّاني: فضل القرآن الكريم على اللّغة العربيّة بحفظها من الضّياع، وأثره في تعلّمها وتعليمها للنّاطقين بها ولغيرهم.
المحور الثّالث: واقع اللّغة العربيّة بين القوميّة والعالميّة، والتّحدّيات المعاصرة من خلال ترجمة القرآن الكريم.
المحور الرّابع: توافق مناهج تدريس اللّغات الأجنبيّة مع تعليميّة اللّغة العربيّة.
ضوابط المشاركة:
1-تكتب المداخلة بخطّ Traditional arabic بحجم 16
2-التّقيّد بالمنهج العلميّ في كتابة المداخلات، بشرط ألاّ تتجاوز 15 صفحة.
3-تخضع المداخلات للتّحكيم العلميّ.
رسوم الفعالية:
3000دج بالنسبة للأساتذة .
1000 دج بالنسبة لطلبة دكتوراه ل م د.
– تغطي رسوم التّسجيل شراء بعض اللّوازم، وقهوة الاستراحة ووجبة الغداء خلال يومي الملتقى.
مواعيد الفعالية:
- آخر أجل لاستقبال الملخّصات يوم 25 يناير 2019.
- يتمّ الردّ على الملخّصات يوم 05 فبراير 2019
- آخر أجل لاستقبال المداخلات يوم 03 مارس 2019.
-فعاليات الملتقى تجرى يوم 11- 12 مارس 2019.
الجهة المنظمة: جامعة البليدة 2- الجزائر
معلومات الاتصال والتواصل:
ترسل المداخلات عبر استمارة شبكة ضياء: https://diae.net/61795
------------
شبكة ضياء: https://diae.net/61795