ينظم مختبر الأبحاث المصطلحية والدراسات النصية ندوة دولية في موضوع: (النص التراثي اللغوي والأدبي: إشكال القراءة والتجديد) يومي 04-05 نوفمبر 2019
06-07 ربيع الاول 1441
ديباجة:
القراءة فعل إنساني، يَنْشُدُ المتعة أو العلم، لكنه متعدد ومختلف، من حيث المنطلق، ومن حيث الأثر الحاصل من فِعْلِها. وإذا كانت القراءة علْما، فإن أوّل العلْم معرفة الإشكال، وهو مما لا يتيسّر لكل قارئ؛ ومعرفة الإشكال لا تتأتى بالطعن في أقوال العلماء القدامى(اللغويين والنقاد)، أو بالتنقيص من قيمة التراث، ولا بالزعم أنهم حَطّوا رحالهم في جنة العلْم كما نبز ابن معين في كلامه عن رجال الحديث.
والتراث نتاج عقول مُمْتدٌ في التاريخ، مستبطِن ظروف خلقه وإبداعه، تَوَلَّدَ الاهتمامُ به، والعناية بفكره، بسبب انقسام الأمّة حِياله إلى مقدِّس مستكين، وإلى واصِلٍ مُحْيٍ، وإلى قاطعٍ مُفرِّط، وفق مقامات ومناسبات، ومُسْتحْدَثات فكرية وإيديولوجية وافدة عبر التاريخ؛ وإذا كان الوصْل مؤسَّسا على الرغبة في الاسْترجاع، لمقاصد وغايات، فإن هذا الاسترجاع للموروث لم يكن واحدا، بل هو بين مؤتلِف ومخْتلف، وبين مُعِدٍّ ومُخْرِجٍ لتآليفه، مسْتوعب ومنقِّب عن مخبوءاته، وبين مُقَلِّدٍ لأحكامه، مكرر لِمِثاله، مردّد لتصوراته، وبين مناقِش يَفْرِي ويتساءل.
لقد نُظّمت ندوات عديدة في موضوع قراءة التراث، ونصوصه في مجالات معرفية مختلفة، ومنها اللغة والأدب والنقد والبلاغة والعروض؛ فما الفوائد المنتظرة من العودة مجددا إلى بحث هذا الموضوع؟
إن العلوم نامية، ومناهجها متجددة ومتطورة، والنصوص التراثية –مناط القراءة – تترى استكشافاتها عبر الأزمنة، ما يجعل سؤال القراءة مطلبا مُلِحًّا يثار جيلا بعد جيل. كما أن كثيرا من الدراسات بنت جملة من أحكامها على نظرات تجزيئية، غير مُسْتقْرِية ولا مُسْتغْرِقة، وبعيدا عن الرؤية التكاملية المُرَكِّبَةِ لنصوص التراث الإسلامي والعربي، حتى حَمَلَتْهَا أَوْهَى الأسباب على أعتى الأحكام، بعيدا عن الفقْه بمعارف هذا التراث، والاستئناس بمقاصده.
كما أنها أَقامتْ فَرضياتها العلْمية على الثقة في الآخَر الحديث والمعاصر، والشّكّ في المُتقدِّم، فكأننا استبدلنا مُقَدَّسًا معيبا، بِمُقَدَّسٍ آخر غيره، لايُجْرَأُ على تعييبه، كما لم يجرؤ المحافظون المتعصبون على تعييب المتقدمين.
ثم إن ما تروم إليه هذه الندوة، وهو الأصل الذي سيقت لأجله، هو السعي إلى قراءة جديدة للنص التراثي من خلال مباشرته من دون وسائط من دراسات سابقة، وقراءة جديدة في أخرى عُنِيَتْ بالاسترجاع على اختلاف مناهجها ومرجعياتها، توخيا للضبط والتمحيص، والفحص والتَّثْبِيتِ، أو التّجاوز بالمُطلق.
ومجال التجديد في قراءة التراث اللغوي والنقدي والأدبي ليس رهين مساءلة الدرس الحديث للمقول سَلَفًا، فحسْب، بل هو أيضا بحثٌ في قراءة السابق القديم لنفسه، في حقب زمنية ممتدة في تاريخ تراثنا الإسلامي والعربي.
نحن في حاجة ملحة إلى إعادة كتابة تاريخنا اللغوي والأدبي، وتجديد منهجنا في التعامل مع التراث؛ مع نصوصه الواصلة إلينا، جمْعا وتوثيقا وتحقيقا وتمحيصا، مع مصطلحاته أيضا لتبيُّنِ الصحيح من مفاهيمها في زمنها، والمغلوط منها الواصل إلينا عبر الترديد والتقليد، ومع أحكامه في مكوِّناتِها الثقافية-مرجعياتها وارتهانها بالوقتيّ- قصد التفريق بين عامّها وخاصِّها، بعيارات الأسباب والمناسبات المُنْتِجَة؛ وقد عانت قراءة التراث استسلافيةً منغلقة، قَهَرَتِ البحث بطائلة الحِفْظِ والتحنيط على حساب الفَتْشِ والبَحْث؛ كما عانت استحْداثيةً مُجَاوِزَةً مُفَرِّطَةً، بجهل أو بسوء فهم، نَظَرَتْ إلى التراث نظرة زمنية في انبهار بالوافد الوقتي، مع عدم القدرة على تمثُّل قيمة هذا التراكم الهائل من مجالات معرفية في تراثها، وعدم الإحاطة بالمستبْطَنِ فيه.
لذلك، ارتأى مختبر الأبحاث المصطلحية والدراسات النصية تنظيم ندوة علمية دولية لمناقشة الإشكالات والقضايا المثارة آنفا في مجالي اللغة والأدب وفق المحاور المقترحة التالية:
محاور الندوة:
1. إشكال القراءة والتجديد في النص التراثي اللغوي:
-نقد جهود قراءة التراث اللغوي (مناهج وقضايا ومصطلحات..).
-آفاق قراءة التراث اللغوي.
-تلقي التراث اللغوي: مشاريع جديدة.
2.إشكال القراءة والتجديد في النص التراثي الأدبي والنقدي:
-نقد جهود قراءة التراث الأدبي والنقدي (مناهج وقضايا ومصطلحات..).
-آفاق قراءة التراث الأدبي والنقدي.
- تلقي التراث الأدبي والنقدي: مشاريع جديدة.
3. إسهام قراءة التراث اللغوي والأدبي في تنمية الدرس الجامعي وتطوير البحث العلمي:
-أثر قراءة التراث اللغوي والأدبي في تطوير الدرس الجامعي.
- أثر قراءة التراث اللغوي والأدبي في تطوير البحث الجامعي.
مواعيد مهمة:
-التوصل بملخصات البحوث قبل 20 يوليوز 2019.
-الإعلان عن قبول الملخصات قبل 30 يوليوز 2019.
-التوصل بالبحث كاملا قبل 30 شتنبر 2019.
-الإعلان عن قبول البحوث العلمية ابتداء من 10 أكتوبر 2019.
شروط المشاركة:
1. أن تكون البحوث في أحد محاور الندوة.
2. أن يقدم البحث رؤية جديدة.
3. ألا يكون العمل قد نشر سلفا، أو قدم للنشر، أو شارك به صاحبه في ندوة.
4. أن يحترم البحث ضوابط الكتابة العلمية ومواصفات البحث العلمي الأكاديمي.
5. أن يكون البحث بين 15و20 صفحة، مقاس(A4)، وأن يكون الخط (Sakkal Majalla) بمقاس(16) في المتن، و (12) في الهامش.
6. أن تجعل الهوامش في أسفل الصفحة لا في آخر البحث، وأن تستقل كل صفحة بأرقام هوامشها.
7. أن يُلحق البحث بقائمة المصادر والمراجع، مع البدء باسم المؤلِّف.
8. أن تُملأ الاستمارة المرفقة، وترسل مع الملخص وموجز للسيرة العلمية عبر البريد الإلكتروني للندوة المبين أسفله.
- الندوة من تنظيم: مختبر الأبحاث المصطلحية والدراسات النصية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس، المملكة المغربية.
- لا تتكفل الجهة المنظمة بتكاليف النقل والإقامة.
البريد الإلكتروني للندوة: patrimoine.laboterm@gmail.com
- منسق الندوة: الدكتور عبد الرزاق صالحي
- للتواصل والاستفسار: الهاتف: (0664524570) / (0688140178)